للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه مسلم من حديث أبي هريرة، ولم يخرجه البخاري أيضا. (١)

٨٦٠ - "بِتُّ عند خالتي ميمونة ليلةً والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندها، فتحدّث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مع أهله ساعة ثم رَقد، فلما كان ثُلُث الليلِ الآخر أو بعضُه قعدَ فنَظَر إلى السماء فقرأ: {إنّ في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب} حتى خَتَم السورة، ثم قام إلى القِربة فأطلق شِنَاقَها ثم صبّ في الجَفْنَة ثم تؤضأ وضوءًا حسنًا بين الوضؤين لم يُكثر، وقد أبْلَغ، فقامَ يصلي، فقمْتُ فتوضأت فقمت عن يساره، فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فَتَتَامَّتْ صلاتُه ثلاثَ عشرةَ ركعةَ، ثم اضطجَع فنام حتى نفخَ، وكان إذا نام نفخَ، فآذنَه بلال بالصلاة فصلّى ولم يتوضأ، وكان في دعائه: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا".

قلت: رواه الجماعة إلا الترمذي: البخاري في الأدب ومسلم في الصلاة وأبو داود في الأدب مختصرًا، والنسائي في الصلاة بطوله، وابن ماجه في الطهارة مختصرًا كلهم من حديث كريب عن ابن عباس يرفعه. (٢)

قوله: "فأطلق شِنَاقها": هو بكسر الشين المعجمة، وهو: خيط يُشَد به فم القربة.

قوله: "فنام حتى نفخَ وصلّى ولم يتوضأ": قال الخطابي (٣): نومه - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا حتى نفخ، وقيامه إلى الصلاة من خصائصه، لأن عينه كانت تنام ولا ينام قلبه فيقظَة قلبه تمنعه من حدث، وإنما منع قلبه النوم ليعي الوحي إذا أوحي إليه في منامه - صلى الله عليه وسلم -.


(١) أخرجه مسلم (٧٦٨).
(٢) أخرجه البخاري (١٨٣) (٩٩٢) (٤٥٧١) (٤٥٧٢)، وفي الدعوات (٦٣١٦)، ومسلم (٧٦٣)، وأبو داود (١٣٦٧)، وفي الأدب (٥٠٤٣)، والنسائي (٣/ ٢١٠)، وابن ماجه (١٣٦٣)، وابن حبان في صحيحه -الإحسان- (٢٦٣٦).
(٣) انظر: غريب الحديث للخطابي (١/ ١٧٨).