للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: وروى أبو داود (١) من حديث عمرو، بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: التكبير في الفطر: سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيها، قال الترمذي: في كتاب العلل (٢) سألت البخاري عنه فقال: هو صحيح، ونقل البيهقي أن الترمذي قال في كتاب العلل: سألت البخاري عن حديث كثير بن عبد الله هذا، فقال: ليس في الباب أصح منه، وبه أقول، وفي هذا النقل عن البخاري عندي نظر، فإن كثير بن عبد الله هذا ضعيف جدًّا، قال فيه أبو داود: كذاب، وقال الشافعي: من أركان الكذب، وكذبه ابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، فلعل هذا الحديث اعتضد عند من صححه بشواهد وأمور خفيت، وكذلك تصحيح البخاري لحديث عمر بن شعيب الذي ذكرناه عن أبي داود مع أن الكلام في هذه الطريق مشهور والله أعلم. (٣)

١٠٢٦ - ورُوي مرسلًا عن جعفر بن محمد "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر كبّروا في العيدين والاستسقاء سبعًا، وخمسًا، وصلّوا قبل الخطبة، وجهروا بالقراءة".


(١) رواية أبي داود أخرجها في سننه (١١٥١ - ١١٥٢)، وأخرجها كذلك أحمد في المسند (٢/ ١٨٠)، وابن ماجه (١٢٧٨)، والدارقطني (٢/ ٤٨)، وصححه أحمد، وعلي، والبخاري فيما حكاه الترمذي عنه. وكذلك في الباب عن عائشة فعله - صلى الله عليه وسلم - أخرجه أيضًا أبو داود (١١٥٠)، والبيهقي (٣/ ٢٨٧).
(٢) انظر: علل الترمذي الكبير (١/ ٢٨٧ - ٢٨٩)، ونصب الراية للزيلعي (٢/ ٢١٧).
(٣) كثير بن عبد الله بن عمرو المزني، المدني، قال الحافظ: ضعيف، أفرط في نسبه إلى الكذب، انظر: التقريب (٥٦٥٢) وراجع أقوال العلماء في ترجمته في تهذيب الكمال (٢٤/ ١٣٦ - ١٤٠)، والمجروحين (٢/ ٢٢١)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٥٨)، والضعفاء والمتروكين (ص ٩٨)، قال الحافظ: وروى العقيلي عن أحمد أنه قال: ليس يروى في التكبير في العيدين حديث صحيح مرفوع، وقال الحاكم: الطرق إلى عائشة، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة فاسدة، التلخيص الحبير (٢/ ١٧٠ - ١٧٢)، وقال الشيخ الألباني: ولكن الحديث قوي بشواهد الكثيرة، وهي مذكورة في كتب التخاريج، وقد استوفيت طرقه، وانتهيت إلى القول بتصحيحه في إرواء الغليل (رقم ٦٣٩).