للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بخير، فإنّ الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون" ثم، قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجتَه في المهديين، واخلفْه في عَقِبه في الغابرين، واغفرْ لنا وله يا ربّ العالمين! وافسَخ له في قبرِه، ونَوِّر له فيه".

قلت: رواه مسلم (١) في الجنائز من حديث أم سلمة ولم يخرج البخاري هذا الحديث.

قوله: شق بصره، قال النووي (٢): هو بفتح الشين المعجمة ورفع بصره وهو فاعل شق، قال: هكذا ضبطناه وهو المشهور وضبطه بعضهم: بصره بالنصب، وهو صحيح أيضًا، قال: والشين مفتوحة بلا خلاف، وحكى الجوهري (٣): عن ابن السكيت أنه يقال: شق بصر الميت ولا يقال: شق الميت بصره، وهو الذي حضره الموت، وصار ينظر إلى الشيء ولا يرتد إليه طرفه، ومعنى: إن الروح إذا قبض تبعه البصر أنها إذا خرجت من الجسد تبعه البصر ناظرًا أين تذهب، وفي الروح لغتان: التذكير والتأنيث وهذا الحديث دليل للتذكير، وفيه دليل لمذهب أصحابنا المتكلمين ومن وافقهم أن الروح جسم لطيف متخللة في البدن، وتذهب الحياة من الجسد بذهابها وليس عرضًا كما قاله آخرون ولا دمًا كما قال جماعة، قوله - صلى الله عليه وسلم -: واخلفه في عقبه في الغابرين أي الباقين.

١١٦٢ - إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حين تُوفي سجي بِبُرْد حِبَرة.

قلت: رواه الشيخان في الجنائز واللفظ للبخاري في اللباس ولفظ مسلم في الجنائز: بثوب حبره، وكذا رواه أبو داود فيه، وحبره: بالحاء المهملة والباء الموحدة مثل: عنبة، والجمع حِبَر وحبرات وهي برود يمانية. (٤)


(١) أخرجه مسلم (٩٢٠).
(٢) المنهاج (٦/ ٣١٥).
(٣) الصحاح (٤/ ١٥٠٣).
(٤) أخرجه البخاري (١٢٤١) (١٢٤٢)، ومسلم (٩٤٢)، أبو داود (٣١٤٩).