للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: رواه البخاري في التوحيد من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة يرفعه (١)، قال البخاري: قال سفيان: يستغني به.

قال النوويّ (٢): ومعناه عن الشافعي وأصحابه وأكثر العلماء من الطوائف وأصحاب الفنون: تحسين صوته به، وقد نقل بعض العلماء الاتفاق على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها، قال أبو عبيدة: والأحاديث الواردة في ذلك محمولة على التحزين والتشويق، واختلفوا في القراءة بالألحان: فكرهها مالك لخروجها عن ما جاء القرآن له من الخشوع والتفهم، وأباحها أبو حنيفة وجماعات من السلف، للأحاديث، ولأن ذلك سبب للرقة وإثارة للخشية وقال الشافعي في موضع: أكره القراءة بالألحان، وقال في موضع: لا أكرهها، قال أصحابنا: ليس له فيها خلاف، وإنما هو اختلاف حالين، فحيث كرهها أراد إذا مطط وأخرج الكلام عن موضعه بزيادة أو نقص أو مد غير ممدود، أو أدغم ما لا يجوز إدغامه ونحو ذلك، وحيث أباحها إذا لم يكن فيها تغيير لموضع الكلام.

١٥٨٥ - قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر: "اقرأ عليّ" قلت: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: "إني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت سورة النساء، حتى أتيت هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)} [النساء: ٤١] فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان.


(١) أخرجه البخاري (٧٥٧٢)، وانظر: شرح السنة للبغوي (٤/ ٤٨٥).
(٢) المنهاج (٦/ ١١٥).