للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال القاضي الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة اشتهرت، واستفاضت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضبطها عنه الأمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف وأخبروا بصحتها، وإنما حذفوا عنها ما لم يثبت متواترًا، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة، وألفاظها أخرى، وليست متضادة ولا متنافية، وذكر الطحاوي أن القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة لاختلاف لغة العرب، ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كثر الناس والكتاب وارتفعت الضرورة عادت إلى قراءة واحدة.

قال الداوودي: وهذه القراءات السبع التي يقرأ الناس اليوم بها ليس كل حرف منها هو أحد تلك السبعة بل قد تكون مفرقة فيها.

وقال النحاس (١): هذه القراءات السبع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث، وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف، وقال آخرون: لا يمكن القراءة بالسبعة المذكورة في الحديث في الختمة الواحدة، ولا يدرى إن أي هذه القراءات كان آخر العرض على النبي -صلى الله عليه وسلم-. (٢)

١٥٩٧ - سمعت رجلًا قرأ آية، وسمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ خلافها، فجئت به النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهية، فقال: "كلاكما محسن فلا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا".

قلت: رواه البخاري والنسائيُّ كلاهما في فضائل القرآن وفي غيره من حديث النزال بن سبرة عن ابن مسعود. (٣)


(١) هو أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن أسيد بن أبي صفرة سمع من الأصلي وكان من كبار أصحابه وتوفي بالقيروان (ترتيب المدارك ٨/ ٣٦).
(٢) انظر: الفتاوى الكبرى (١٣/ ٣٩٠)، والمنتقى (١/ ٣٤٧)، وتفسير الطبري (١/ ٥٧)، والتمهيد (٨/ ٢٩١)، ومشكل الآثار (٤/ ١٩١).
(٣) أخرجه البخاري (٢٤١٠) (٣٤٧٦)، والنسائيُّ (٨٠٩٥).