للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، إنما قيّد هذا التقييد مبالغة في إيضاحه، وقد كان بين مضر وبين بني ربيعة اختلاف في رجب، وكانت مضر تجعل رجبًا هذا الشهر المعروف، وهو الذي بين جمادى وشعبان، وكانت ربيعة تجعله رمضان، فلهذا أضافه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مضر، وقيل: لأنهم كانوا يعظمونه أكثر من غيرهم، قوله - صلى الله عليه وسلم -: أليس البلدة، أي البلدة المحرمة، قال تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} وقال: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} ويقال: إن البلدة اسم خاص لمكة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: وأعراضكم، قال في النهاية (١): العرض موضع المدح والذم من الإنسان، سواء كان في نفسه أو في سَلَفه، أو من يلزمه أمره، وقيل: هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحَسَبه، ويُحامِي عنه أن ينتقص، وقال ابن قتيبة: عِرض الرجل: نفسه وبدنه لا غير، واحتج بما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصف أهل الجنة: لا يتغوطون ولا يبولون وإنما هو عرق تجري من أعراضهم مثل ريح المسك، يعني من أبدانهم، والأول أولى، ولو كان المراد من الأعراض النفوس، لكان ذكر الدماء كافيًا، لأنَّ المراد من الدماء النفوس.

١٩٤١ - قال: سألت ابن عمر متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامُك فارمه، فأعدت عليه المسألة، فقال: كنا نتحين، فإذا زالت الشمس رمينا.

قلت: رواه البخاري وأبو داود من حديث وبرة بن عبد الرحمن ولم يخرجه مسلم. (٢)

قوله: كنا نتحين أي يتفعّل من الحين أي يطلب الحين وهو الزمان.

١٩٤٢ - سالم عن ابن عمر أنَّه كان يرمي جمرة الدنيا بسبع حصيات، يكبر على أثر كل حصاة، ثمَّ يتقدم حتى يُسهِل فيقوم مستقبل القبلة طويلًا، ويدعوا ويرفع يديه، ثمَّ


(١) النهاية لابن الأثير (٣/ ٢٠٩).
(٢) أخرجه البخاري (١٧٤٦)، وأبو داود (١٩٧٢).