للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وناقشه في بعض مسائل الفقه فاعترف له السلاسي بالتفوق عليه وأقر له بقوة الحجة والنباهة.

ثم انتقل إلى مراكش في نفس السنة حيث اصطحبه أحد قواد السلطان أحمد المنصور ملك المغرب إليها ليلتحق ببلاطه وفيها تعرف بالعلماء والأدباء داخل مجلس المنصور وخارجه، وسر الخليفة المنصور السعدي بمقدمه وأكرمه وقربه.

وتعرف المقري في مراكش على جماعة من العلماء والأدباء جرت بينه وبينهم مطارحات ومداعبات ومساجلات ذكر بعضها في كتابه روضة الآس.

وممن أخذ عنهم العلم الشيخ أحمد بابا والقصار وغيرهما.

وفي منتصف ربيع الثاني سنة عشر وألف عاد إلى فاس ثم غادرها في منتصف ذي القعدة إلى مسقط رأسه تلمسان.

وفي أوائل سنة ثلاث عشرة قصد فاسا مرة ثانية فأسندت إليه ولاية الفتوى والخطابة والإمامة في جامع القرويين بعد وفاة الشيخ الهواري.

وخرج من فاس للحج هاربا فيمن هرب من العلماء من الإفتاء لأجل السلطان في فتوى طلبها من العلماء بشأن إعطاء العرائش للنصارى (١)، فدخل القاهرة فألقى في مصر عددا من الدروس في علم الحديث وعلم الكلام، ومنها توجه إلى الديار المقدسة وعاد إلى القاهرة فأقام نحو شهرين ثم دخل القدس الشريف والشام وتكررت زياراته إلى الحجاز وأملى بها دروسا عديدة. ونال شهرة واسعة وحفاوة من أهل البلاد التي دخلها ودرس فيها، وله شعر حسن وأخبار ومطارحات مع أدباء عصره.

أخذ عنه من لا يعد كثرة من أهل المشرق والمغرب منهم عيسى الثعالبي وعبد القادر الفاسي وميارة.

توفي بالقاهرة بعد أن ترك تراثا ضخما منوعا بين النحو الأدب والتاريخ وعلم الحديث والكلام والتفسير والقصائد والتصوف والفقه (٢)، في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وألف، ودفن بمقبرة


(١) انظر الشجرة ١/ ٣٠٠.
(٢) انظر معجم المؤلفين ١/ ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>