للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التدريس بالمرادية. وقد نال خطة التدريس بالمرادية بعد فوزه على منافسه الشيخ محمد الخضراوي في مناظرة مشهودة بجامع الزيتونة.

قال حسين خوجه: كنت حاضرا حين دخوله الإسكندرية ... وفي عشية ليلة المعراج أتى إليه جماعة من أعيان البلد وطلبوا منه إحياء تلك الليلة المباركة على حين غفلة ولم يكن الشيخ متهيئا لهذه المهمة فنظر قليلا عقيب النهار في بعض التفاسير وامتلأ جامع ابن تربانة بازدحام الخلق من فوق ومن أسفل وصلى بهم صلاة العشاء ثم تصدى في المحراب وتلا قوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} (١) ولم ينفك عن تفسير تلك الآية وأتى فيها من كل الفنون والمعاني ومن جميع العلوم إلى السابعة من الليل. (٢)

ثم تولى بعد ذلك خطة الخطابة بجامع باب البحر وأحدث كرسيا للوعظ به.

وحج ثانيا فالتقى بسليمان الشبرخيتي وجاور بالمدينة المنورة وأقرأ بها التفسير.

ثم رجع إلى تونس ولازم التدريس إلى آخر حياته.

قال ابن أبي الضياف: كان يحفظ من سماع واحد، وله في ذلك حكايات عجيبة، وكان يملي مصنفاته على تلاميذه وهم يكتبونها تلقيا من لفظه، فكان يملي ما يعجزهم كتابته.

ولم يزل طيب الخبر حميد الأثر إلى أن توفي بتونس يوم الخميس الخامس وقيل السادس من شوال سنة ثمان وثلاثين ومائة. ودفن بالزلاج قرب ضريح القاضي ابن عبد السلام.

له:

مطالع السعود وفتح الودود على تفسير أبي السعود (٣)

وهي حاشية ضافية في ستة عشر جزءا توسع فيها وأفاض الكلام في جميع العلوم التي لها


(١) الإسراء: ١.
(٢) انظر تراجم المؤلفين ٢/ ٤٣٨.
(٣) منها نسخة كاملة من نسخ المؤلف في ستة عشر جزءا بيعت بالكتبيين بثمن وافر، ومنه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس، ومنها جزءان بالمكتبة العمومية بالجزائر، والأول بالزيتونة وبمكتبة حسن حسني من نسخ المؤلف بخط تونسي جميل محفى برسوم وطوالع مزخرفة. (انظر العمر ١/ ١ / ١٨٧، الفهرس الشامل ٢/ ٧٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>