للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأكب على المطالعة فتحصل على علم المنطق وآداب البحث والمناظرة حتى تضلع فيها.

وتولى القضاء بين أهل قبيلته بجانب الإفتاء والإرشاد والوعظ والإصلاح.

وعزم على الحج فكانت رحلته البرية إلى بيت الله الحرام، واستقر في أرض الحرمين وتولى تدريس التفسير في المسجد النبوي بتوجيه من الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وكانت الحلقة تفتتح بتلاوة القدر المراد تفسيره من بعض الطلاب ثم يشرع الشيخ في المفردات فيعرض معانيها ومشتقاتها ومايتصل بها مع الاستشهاد بشواهد اللغة ثم يتناول العلائق التركيبية بين المفردات فيعرض للقراءات ووجوه الإعراب ثم ينصرف للاستنباط الفقهي مقارنا معللا مقررا مستعينا بكل مايمكنه من علوم التفسير ولايفوته أن يربط بعض المعاني ببعض الوقائع وإذا كان المضمون قصصيا استخرج العبر وكشف النذر وربط ذلك بالحاضر (١).

كما قام بتدريس التفسير أيضا بالجامعة الإسلامية بالمدينة.

وكان قد باشر التدريس بالرياض قبل ذلك وكان مما درسه مادة التفسير بكليات الشريعة واللغة وظل يحاضر بين الفينة والأخرى بمعهد القضاء الأعلى بالرياض.

وتنقل الشيخ في البعثات العلمية بين الدول الإسلامية بدءا من السودان وانتهاء بموريتانيا وشارك في كبريات المؤسسات العلمية ولم يكثر من التأليف لانشغاله.

ومن شعره:

أنقذت من داء الهوى بعلاج ... شيب يزين مفرقي كالتاج

قد صدني حلم الأكابر عن لمي ... شفة الفتاة الطفلة المغناج

ماء الشبيبة زارع في صدرها ... رمانتي روض كحق العاج

وكأنما شمس الأصيل مذابة ... تنساب فوق جبينها الوهاج

توفي رحمه الله بعد أداء الحج يوم الخميس السابع عشر من ذي الحجة سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة وتسعين من الهجرة وصلى عليه الشيخ عبد العزيز بن باز في الحرم المكي ودفن بالمعلاة، كما أقام عليه الشيخ عبد العزيز بن صالح صلاة الغائب بالمسجد النبوي ليلة الأحد التالية. ورثاه جماعة منهم محمد بن أبي مدين في قصيدة مطلعها:


(١) انظر علماء ومفكرون عرفتهم ١/ ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>