للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التميمي: كان صالحا، ثقة، صحبته سنين طويلة - نحوا من سبعين سنة ما رأيته غضب إلا مرة واحدة صاح على غلام له، وكان محسنا في علمه متواضعا فيه، قليل الادعاء والخوض فيما لا يعنيه.

وعنه روى الناس - بعد أبيه - تفسير جده يحيى، وقد أقرأه في جامع عقبة بالقيروان فأخذه عنه القاصي والداني.

وممن أخذ عنه أبو العرب وأبو الحسن علي بن الحسن البجائي. (١)

توفي في سنة ثمانين ومائتين ودفن بالمقبرة البلوية حذو أبيه.

له:

كتاب التصاريف (٢). واسمه تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه.

أبان فيه عن الكلمات الواردة بمعان مختلفة في القرآن الكريم كلفظ الزكاة والسكينة والصلاة، مع ذكر مواردها في الآيات، وهو ما يسمى بالأشباه والنظائر في علوم القرآن.

قال حسن حسني: أظنه من أقدم ما صنف في تفسير القرآن من الناحية اللغوية. (٣)

قال ابن سلام: تفسير الخاسئ والخاسئين على وجهين:

الوجه الأول: الخاسئين الصاغرين وذلك في قوله في البقرة (٤) {كونوا قردة خاسئين} يعني صاغرين. وقال في سورة المؤمنون (٥) {اخسئوا فيها} اصغروا فيها ولا تكلمون.

والوجه الثاني: الخاسئ الفاتر المنقطع وذلك قوله في تبارك الذي بيده


(١) انظر مقدمة التصاريف ٨٦.
(٢) قال المعلقان على كتاب العمر: وقد تولت تحقيقه الباحثة هند شلبي ونشرتها الشركة التونسية للتوزيع سنة ١٩٧٩ م. ونسبته ليحيى بن سلام (الجد) باستنتاجات غير واضحة ولا نظن البحث العلمي يسلم بها. أ. هـ والأمر كما قالا، بل لو كان ليحيى بن سلام لذكره من ترجم له وهم كثير، والسبب في عدم شهرة الكتاب عدم شهرة مؤلفه ولا شك أنه استفاد من تفسير جده حيث إنه راويته ولذا اتفق معه في مواضع كثيرة مما جعل الباحثة تذهب إلى ماذهبت إليه.
(٣) أقدم ما عرف من التآليف في هذا الفن كتاب (الأشباه والنظائر) لمقاتل بن سليمان المتوفي سنة ١٥٠ هـ طبع بتحقيق عبدالله شحاته. القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٣٩٥ هـ.
(٤) الآية: ٦٥.
(٥) الآية: ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>