للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيودنا فبينما نحن نجيء من العمل مع صاحبنا الذي كان يحفظنا فانفتح القيد من رجلي ووقع على الأرض ووصف اليوم والساعة فوافق الوقت الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ فنهض إلي الذي كان يحفظني وصاح علي وقال: كسرت القيد؟ فقلت لا إلا أنه سقط من رجلي فتحير وأحضر صاحبه وأحضر الحداد وقيدوني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي وتحيروا في أمري فدعوا رهبانهم فقالوا لي: ألك والدة؟ قال: قلت: نعم قالوا: وافق دعاؤها الإجابة وقالوا: أطلقك الله فلايمكننا تقييدك فزودوني وأصحبوني إلى ناحية المسلمين. (١)

قال ابن حزم: وكان متخيرا لا يقلد أحدا وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل وجاريا في مضمار أبي عبد الله البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري وأبي عبد الرحمن النسائي رحمة الله عليهم. (٢)

توفي بالأندلس ليلة الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين، وصلى عليه ختنه محمد بن يزيد بين الظهر والعصر ودفن بمقبرة ابن العباس.

له:

تفسير القرآن.

قال الداوودي: ولبقي بن مخلد تفسير القرآن، ومسند النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس لأحد مثله.

وقال الذهبي: اللذين لانظير لهما. (٣)

وقال الحميدي: قال لنا أبو محمد علي بن أحمد: فمن مصنفات أبي عبد الرحمن كتابه في تفسير القرآن فهو الكتاب الذي أقطع قطعا لا استثناء فيه أنه لم يؤلف في الإسلام مثله ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره ومنها في الحديث مصنفه الكبير ... ومنها مصنفه في فتاوى الصحابة والتابعين ومن دونهم ... إلى أن قال: فصارت تواليف هذا الإمام الفاضل قواعد للإسلام لا نظير لها. (٤)

واختصر تفسيره هذا عبد الله بن محمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الملك المتوفى سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.

قال ابن عبد البر: ... {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في


(١) الصلة ١/ ١٢٠.
(٢) الجذوة ٣٣٢.
(٣) السير ١٣/ ٢٨٥.
(٤) بغية الملتمس وجذوة المقتبس ١/ ٣٠١، ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>