للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعجميا من الشرق

ولد بمحلة سيوط على البحر بمصر بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة

نشأ يتيما حيث مات أبوه وله من العمر ست سنوات.

حفظ القرآن في سن مبكرة، فأتم حفظه قبل أن يبلغ الثماني سنوات ثم حفظ ما تيسر له، فحفظ العمدة، ومنهج الفقه، والأصول، وألفية ابن مالك ثم شرع في الاشتغال بالعلم وله من العمر ستة عشر عاما

أخذ الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، والفرائض عن العلامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين الشارمساحي ولازم شيخ الإسلام البلقيني في الفقه إلى أن مات ثم لزم ولده علم الدين البلقيني ولزم العلامة أستاذ الوجود محيي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذ عنه الفنون في التفسير والأصول، والعربية والمعنى، وكتب له إجازة بذلك

كثرت رحلاته للطلب، فسافر إلى الفيوم، والمحلة، ودمياط، ورحل إلى بلاد الشام والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب.

ذكر في ترجمته لنفسه في حسن المحاضرة أنه سافر للمغرب وبلاد التكرور وهي شنقيط.

ووقع بينه وبين المغيلي (١) المفسر التلمساني نزاع في علم المنطق كما سبق في ترجمته.

رزق التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعنى، والبيان، والبديع على طريقة العرب والبلغاء، ووثق بنفسه إلى حد التحدي للشيوخ حيث قال: إن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة، سوى الفقه والنقول لم يصل إليه، ولا وقف عليه أحد من أشياخي.

عندما بلغ الأربعين اعتزل الناس وتفرغ للتصنيف والكتابة، فاستطاع في غضون سنتين وعشرين سنة أن يغذي المكتبة الإسلامية بعدة مصنفات وصل بها بعضهم إلى تسع وعشرين ومائة وألف مصنفا (٢)، في فنون شتى كالتفسير وعلومه، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، والعربية بكل فروعها، والسير، والتاريخ.

وقد ترجم السيوطي لنفسه في كتابه حسن المحاضرة وادعى لنفسه الاجتهاد وأنه مجدد القرن التاسع في مواضع منها كتابه الرد على من أخلد


(١) محمد بن عبد الكريم تقدمت ترجمته في أهل المنطقة.
(٢) انظر دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها ص: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>