للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الربيع، والفقيه أبي عثمان بن جعد وغيرهم

وتأدب وقرأ القراءات السبع على أبي علي الحسن بن عبد الله الحضرمي، وغلب عليه الأدب في شبيبته وأجاد نظم الكلام والشعر، ثم عطف على الفقه والحديث فسمع بالأندلس من أبي بكر بن صاحب الأحباس، وأبي محمد بن أبي قحافة، وأبي عبد الله بن المرابط، وابن نعمة القروي، وغانم الأديب، ومحمد بن حارث النحوي، ثم من أبي علي الجياني أخيرا

وله رحلة إلى الشرق لقي فيها بقية رجال أفريقية وتفقه معهم ولقي بالمهدية أبا عبد الله محمد بن معاذ، وأبا محمد عبد الحميد الصائغ، وابن العديم وروى عن محمد بن أبي غالب القروي.

ورأى ابن عبد البر وحج سنة تسع وستين.

وصحب بمصر الواعظ أبا الفضل الجوهري، وبمكة أبا عبد الله الجاحظ المري، وأبا عبد الله الطبري، وأخذ عنهم، ودرس هناك علم الاعتقاد والأصول، وحصل علما جما، وتقدم في علم الحديث، وأحسن التقييد والضبط

وتصدر ببلده غرناطة للفتيا والتدريس، والإسماع والتفسير، وانتفع به الناس وأخذوا عنه كثيرا، وكان شيخهم المقدم، وكف آخرا بصره.

حدث عنه ابنه عبد الحق وغيره وقال القاضي عياض: لقيته بسبتة ... وفاوضته كثيرا وسمعت من لفظه فوائد رحمة الله عليه. (١)

قال ابن بشكوال: كان حافظا للحديث وطرقه وعلله عارفا بالرجال ذاكرا لمتونه ومعانيه قرأت بخط بعض أصحابنا أنه سمعه يذكر أنه كرر صحيح البخاري سبعمائة مرة. (٢)

قال الذهبي: الإمام الحافظ الناقد المجود. (٣)

وكان ربما أيقظ ابنه أبا محمد عبد الحق في الليلة مرتين يقول له: قم يابني اكتب كذا وكذا في موضع كذا من تفسيرك.

قال الضبي: له فيه نكت كثيرة. (٤)

وتوفي رحمه الله بغرناطة ليلة الجمعة لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرة وخمسمائة.


(١) الغنية ١٨٩.
(٢) الصلة ٢/ ٤٥٧.
(٣) السير ١٩/ ٥٨٦.
(٤) بغية الملتمس ١٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>