للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام أنس بن مالك، فأقبلوا عليه واتبعوا مذهبه، لاعتماده على الحديث، وموافقة ذلك ما في أنفسهم من التعطش إلى السنة والسعي إلى التزام الآثار، خاصة وأنه المذهب الوحيد، آنذاك، الذي يعتمد على الحديث إذ لم يظهر بعد مذهبا الشافعي وأحمد. (١)

وممن رحل إلى المشرق عبد الله بن فروخ الذي سمع من الإمام مالك بن أنس ومن سفيان الثوري والأعمش وابن جريج وكلهم من أعلام المفسرين ثم عاد إلى القيروان فأقام بها يعلم الناس فانتفع به كثيرون (٢).

ورحل موسى بن معاوية الصمادحي إلى المشرق، وسمع بمكة من سفيان بن عيينة صاحب التفسير المشهور، وسمع أيضا من وكيع بن الجراح بالعراق خمسة وثلاثين ألف حديث، وأخذ عنه مصنفه ورواه في القيروان وكما هو معلوم فإن وكيعا صاحب تفسير مسند ولاشك في دخول مرويات هذا التفسير أو جزء كبير منها في هذه الروايات (٣).

كما كان لعلي بن زياد شرف إدخال جامع سفيان الثوري الكبير وجامعه الأوسط إلى إفريقية (٤).

وأما سفيان الثوري فقد روى عنه كثير من أهل القيروان وسمعوا منه جامعيه الكبير والصغير، وكان بعضهم يميل إلى رأيه (٥) ولايخفى اشتغاله بالتفسير وتصنيفه فيه وليس ثمة شك في وصول تفسيره إلى المغرب رواية عنه.

وممن رحل في طلب العلم إلى المشرق من أبناء إفريقية أسد بن الفرات فلقي مالكا وصاحبي أبي حنيفة أبا يوسف يعقوب الكوفي ومحمد بن الحسن الشيباني الذي أقام عنده أسد مدة طويلة، واختص بالأخذ عنه في الفقه والتفسير، وذكر المالكي سؤال أسد للشيباني عن تعيين الذبيح فقال: قلت يومًا


(١) انظر مدرسة الحديث في القيروان ١/ ١٢٧.
(٢) انظر المعالم ١/ ٢٩٣، الرياض ١/ ١٧٧.
(٣) انظر التقريب ١/ ٣١٢، سير أعلام النبلاء ١٢/ ١٠٩، المحن ٨٥، المعالم ٢/ ٥٢، الرياض ١/ ٣٧٧، فهرس ابن عطية ٦٤.
(٤) طبقات أبي العرب ٢٥١، المدارك ٣/ ٣٢٦، الإكمال ١/ ٥٢٤.
(٥) انظر الرياض ١/ ٢٠١، طبقات أبي العرب ٥٢، ٢٥١، ورقات ١/ ٧٣، الحياة الاجتماعية ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>