للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلاف بين أهله، واستخراج الأحكام من ظواهر النصوص دون تأويل ولا بحث عن العلة. (١)

وقد انتشر هذا المذهب في المشرق حتى غدا في القرنين الثالث والرابع الهجريين مذهبا رابعا لمذاهب الحنفية والمالكية والشافعية.

وأول من أدخل هذا المذهب إلى منطقة المغرب والأندلس عبد الله بن محمد بن قاسم بن هلال ٢٩٢ هـ تلميذ داود بن علي الظاهري فنسخ كتبه واجتهد في نشرها. (٢)

ومذهب داوود بن علي الأصبهاني الظاهري (ت ٢٧٥ هـ) أدخله للمنطقة أبو جعفر بن خيرون (٣)، ويعتبر أول منافح عنه منذر بن سعيد البلوطي المفسر الذي كان كثير الاحتجاج والنظر ثم تلاه العبقري الفذ الذي قعد للمذهب ورفعه إلى أوج رفعته أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم وهو إمام في كل فن ومن ذلك التفسير على الرغم من كونه لم يصنف فيه، ومؤلفاته تشهد له بذلك وقد أفرده صاحب المدرسة القرآنية بفصل ذكر فيه جهوده التفسيرية. (٤)

وابن حزم وإن لم يخرج من الأندلس إلا أن علمه قد خرج عن طريق من تتلمذ عليه من العلماء والمكاتبات بينه وبين غيره وخروج مؤلفاته وكتبه.

كما أنه قد تأثر بمفسري المنطقة الأندلسيين وغيرهم ومن هؤلاء بقي بن مخلد القرطبي الذي وصف ابن حزم كتابه في التفسير بقوله: هو الكتاب الذي أقطع قطعا لا استثناء فيه أنه لم يؤلف في الإسلام مثله ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره. (٥)

ويكفي أن المنذر بن سعيد قد وطئ المنطقة وبث فيها من فكر أهل الظاهر الشيء الكثير.

وقد قام بتصنيف كتابه في أحكام القرآن: الإنباه على


(١) انظر: تاريخ المذاهب الإسلامية ٢/ ٣٨١.
(٢) جذوة المقتبس ص: ٢٦٤.
(٣) انظر طبقات الخشني ١٧٥، المدارك ١/ ٥٤.
(٤) انظر ١/ ٢١٩ - ٢٢٦.
(٥) بغية الملتمس وجذوة المقتبس ١/ ٣٠١، ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>