للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سابعا: موقفه من الإسرائيليات]

والإسرائيليات في تفسير يحيى كثيرة لأنه ينقل عن الكلبي في مواضع عدة ومن ذلك قوله في تفسير قوله عز وجل: {قيل لها ادخلي الصرح} (١)

وقال الكلبي: إن الجن استأذنوا سليمان وقالوا: ذرنا فلنبن لها صرحا من قوارير - والصرح قصر - ننظر كيف عقلها وخافت الجن أن يتزوجها سليمان فتطلع سليمان على أشياء كانت الجن تخفيها من سليمان، قال قتادة: وكان أحد أبويها جنيا قال يحيى: فلذلك تخوفوا ذلك منها، قال الكلبي: وأذن لهم فعمدوا إلى الماء فحجزوه في أرض فضاء ثم أكثروا فيه من الحيتان والضفادع ثم بنوا عليه سترة من زجاج ثم بنوا عليه صرحا - قصرا ممردا - من قوارير - والممرد الألمس - ثم أدخلوا عرش سليمان - أي سرير سليمان - وعرشها وكراسي عظماء الملوك ثم دخل الملك سليمان ودخل معه عظماء جنده ثم قيل لها: ادخلي الصرح وفتح الباب فلما أرادت الدخول إذا هي بالحيتان والضفادع فظنت أنها مُكِر بها لتغرق ثم نظرت فإذا هي بالملك سليمان على سريره والناس عنده على الكراسي فظنت أنها مخاضة فكشفت عن ساقيها وكان بها سوء فلما رآها سليمان كرهها فلما عرفت الجن أن سليمان قد رأى منها ماكانت تكتم من الناس قالت لها الجن: لاتكشفي عن ساقيك ولا قدميك ... .الخ.

وقال ابن مجاهد عن أبيه: وكانت أم بلقيس جنية وكان قدم بلقيس كحافر حمار وقال قتادة: وكان مؤخر رجلها كحافر الدابة. (٢)

وفي قوله تعالى {إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} (٣):

قال: عن كعب الأحبار قال: إن يأجوج ومأجوج ينقرون كل يوم بمناقرهم في السد، فيشرعون فيه، فإذا أمسوا قالوا: نرجع غدا فنفرغ منه، فيصبحون وقد عاد كما كان، فإذا أراد الله تبارك وتعالى خروجهم قذف على ألسن بعضهم الاستثناء، فقالوا: نرجع غدا إن شاء الله، فنفرغ منه، فيصبحون وهو كما تركوه، فينقرونه فيخرجون على الناس.


(١) النمل: ٤٤.
(٢) ق: ٢٨ ونقله أيضا ابن أبي زمنين ١٣٢ / أعن الكلبي.
(٣) الكهف: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>