للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوفهم، إذلالا وترويعا لهم وهو قوله تعالى {حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها} (١)، ثم ذكر أن الواو زيدت في قصة أهل الجنة الذين فتحت لهم الأبواب {وفتحت أبوابها}، لأن أبواب الجنة ثمانية. أما أبواب جهنم فهي سبعة، ووقع التفريق بينهما - الجنة وجهنم - بزيادة الواو (٢).

وفسر قوله تعالى {وإذا العشار عطلت} (٣) بأن العشار من النوق: الحامل التي بلغت عشرة أشهر في حملها وواحدها عشراء، وقد تسمى بذلك إلى أن تلد، وبعيد ذلك. والعشار أعز مايكون عند العرب، واهتمامهم بها أشد فأخبر أنها تعطل يوم القيامة (٤).

وهو لا يكثر من الاستدلال بالشعر ففي قرابة ستين صفحة لم يذكر سوى بيتين من الشعر تقريبا.

ومن مواضع استدلاله بالشعر في قوله سبحانه {وتراهم يعرضون عليها خاشعين من

الذل ينظرون من طرف خفي} (٥)

قال: وقيل: إن الطرف هاهنا العين، والمعنى ينظرون من عين ضعيف النظر، والعرب تستعمل هذا في المريب ومنه قول الشاعر:

فغض الطرف إنك من نمير ... . . . . . . . .

وقال في تفسير آية {ولتعرفنهم في لحن القول} (٦)، أي في فحواه ومعناه، ومنه قول الشاعر:

وخير الكلام ما كان لحنا ... . . . . . . . .

أي ما عرف بالمعنى ولم يصرح به.

وقد ذكرنا أنه يفرد فصلا يقول فيه: الإعراب ويرتبه بناء على القراءات التي ذكرها، ويمثل قسم الإعراب جانبا هاما من تفسير المهدوي.

والمهدوي في حل مشكل إعراب القرآن يعرض الوجوه المختلفة، وينتقد بعضها أحيانا، مع تعليل سبب الاعتراض، ولا يكتفي بإعراب مشكل الآية بل يعلل الإعراب ويختار مايراه أسلم في الذوق العربي، وأقرب إلى منطق القواعد النحوية.


(١) الزمر: ٧١.
(٢) التحصيل ٤/ ٣٧.
(٣) التكوير: ٤.
(٤) التحصيل ٤/ ١٧٨.
(٥) الشورى: ٤٥.
(٦) محمد: ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>