للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول: ولا يجوز أن تكون الكتابة كلام الله لأن الكتابة فعل الكاتب وكلام الله صفة لذات الله وصفات الذات لا تفارق الذات ما بقيت الذات لكن المكتوب في اللوح المحفوظ وفي المصحف هو كلام الله والكتابة تدل عليه دلالة العبارة على المعبر عنه.

وفي قوله تعالى {منه آيات محكمات وأخر متشابهات} (١) قال: قال ابن جبير: هن آيات تشابهن على الناس ومن أجل تشابههن ضل من ضل، تقرأ الفرقة الآية منها فتزعم أنها لها فمما اتبع الحرورية من المتشابه {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} (٢) ويقرءون معها {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} (٣) فإذا رأوا الإمام يحكم بغير حق قالوا: قد كفر، ومن كفر فقد عدل بربه، ومن عدل بربه فقد أشرك بربه ... وقد أطال الحديث عن المتشابه وهل يعلم أحد تأويله أم لا؟

ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن (٤):

من مواضع ذلك عند المصنف قوله في تفسير قوله تعالى {الذين أنعمت عليهم} (٥): والذين أنعم الله عليهم: النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، وهذا من التفسير بالكتاب. وهو يعني بذلك قوله تعالى {من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} (٦).

{ولا تلبسوا الحق بالباطل} (٧) قال: وقيل: أي لا تخلطوا الحق من كتابكم بالباطل من تحريفكم كقوله تعالى: {يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب} (٨) الآية.

وقال: وقوله سبحانه {لا تجزي نفس عن نفس شيئا} (٩) كقوله تعالى {ولا تزر وازرة وزر أخرى} (١٠) فهذا من التفسير الفرقاني.

وقال {فاستقيما} (١١) فأمر بالثبات على الطاعة والنهضة بالأمر ومثله {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك} (١٢)


(١) آل عمران: ٧.
(٢) المائدة: ٤٤.
(٣) الأنعام: ١.
(٤) انظر أيضًا: ابن ظفر الصقلي ص: ١٣٥ - ١٣٩.
(٥) الفاتحة: ٧.
(٦) النساء: ٦٩.
(٧) البقرة: ٤٢.
(٨) آل عمران: ٧٨.
(٩) البقرة: ١٢٣.
(١٠) فاطر: ١٨.
(١١) يونس ٨٩.
(١٢) هود: ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>