للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا الدهر على الابتداء والخبر ونصب الدهر على الظرف وخبر المبتدأ الذي هو أنا؛ الجملة بعده التي هي "بيدي الأمر"

وهو قليل ذكر الشعر، إلا أنه أطال في ذكر بعض الأبيات عند كلامه عن الهوى في قوله تعالى {واتبعوا أهواءهم} (١)، حيث نقل عن ابن المبارك وأبي العتاهية وابن دريد وغيرهم أشعارا في الهوى.

كما ذكر بعض الشعر أيضا عند قوله {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا} (٢) فقال: قال الزمخشري: وعن بعض العرب أن امرأته وضعت بنتا فهجر البيت الذي فيه المرأة، فقالت المرأة في ذلك:

ما لأبي حمزة لا يأتينا

يظل في البيت الذي يلينا

غضبان ألا نلد البنينا

ليس لنا من أمرنا ما شينا

وإنما نأخذ ما أعطينا (٣)

وفي قوله: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} (٤) قال: إنه لن يريحهم التأسي باشتراكهم في العذاب، ثم ذكر قول الخنساء:

ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزي النفس عنه بالتأسي

[ثامنا: موقفه من القراءات]

وهو يذكر القراءات ويوجهها ومن ذلك:

قوله عز وجل {ولقد وصلنا لهم القول} (٥) إلى آخر السورة

قرئ {وصَلنا} بالتخفيف والتشديد وقرئ {واصلنا} (٦) أي تابعنا إنزال الكتاب بعد الكتاب التوراة ثم الإنجيل ثم القرآن والقول واقع على الكتب الإلهية وقيل: على القرآن وحده،


(١) محمد: ١٤.
(٢) الزخرف: ١٩.
(٣) انظر الكشاف ٣/ ٤٨٢ وفيه: أنثى بدلا من "بنتا" و"فقالت" بدلا من "فقالت المرأة" في ذلك.
(٤) الزخرف: ٣٩.
(٥) القصص: ٥١.
(٦) قراءة التخفيف وإثبات الألف شاذتان وانظر البحر ٧/ ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>