للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعل فهذه التي تعرض لها الأصوليون وذكروا فيها الخلاف، والآية من القسم الأول (١).

ويفسر لفظة "إله" من قوله تعالى {وإلهكم إله واحد لاإله إلا هو الرحمن الرحيم} (٢)، معتمدا على الأصوليين واللغويين، ويختم كل ذلك بالاستشهاد بالقرآن. قال: الإله في اصطلاح المتقدمين من الأصوليين هو الغني بذاته المفتقر غيره إليه، وعند الأصوليين المتأخرين واللغويين: هو المعبود تقربا، وبه يفهم قوله عز وجل {وقال فرعون يا أيها الملأ ماعلمت لكم من إله غيري} (٣)، وقول إبراهيم لأبيه آزر {أتتخذ أصنامًا آلهة ..} (٤)، وقول الله عز وجل {ءآلهتنا خير أم هو ...} (٥) (٦).

كما يستدل ابن عرفة بقوله {ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم} (٧) لعقيدة أهل السنة فقال: وفيه دليل لأهل السنة في أن الله تعالى يخلق الخير والشر (٨).

وفي قوله تعالى {ومن يرتدد منكم عن دينه} (٩)، قال ابن عرفة: في لفظ هذه الآية رحمة وتفضل من الله عز وجل لأن قبلها {حتى يردوكم عن دينكم} (١٠)، فكان المناسب أن يقال: ومن يرد منكم عن دينه لكنه لو قيل هكذا لدخل في عمومه من أكره على الردة فإن الله سبحانه لما قال ومن يرتدد: يكون الوعيد مختصًا بمن ارتد مختارًا متعمدًا وتسائل ابن عرفة: هلا قيل فيمت وهو مرتد ليناسب أول الآية آخرها؟ ويسمونه رد العجز على الصدر فقال: إن من عادتهم يجيبون بأنه لو قيل كذلك لتناول مرتكب الكبيرة من المسلمين لأنه يصدق عليه أنه مرتد عن دينه لقوله تعالى {إن الدين عند الله الإسلام} (١١)، وأشار إلى مفهوم الإسلام الوارد في الحديث والمتمثل في الشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والحج للمستطيع فأفاد بأن الإسلام حقيقة مركبة من هذه القواعد الخمسة فمتى عدم بعضها عدم الإسلام لامتناع وجود الماهية بدون بعض أجزائها، فمن فعلها كلها ثم بدا له


(١) ق: ٨٣.
(٢) البقرة: ١٦٣.
(٣) القصص: ٣٨.
(٤) الأنعام: ٧٤.
(٥) الزخرف: ٥٨.
(٦) ق: ٣٩.
(٧) النساء: ١٦٨ - ١٦٩.
(٨) ق: ١١٣.
(٩) البقرة: ٢١٧.
(١٠) البقرة ٢١٧.
(١١) آل عمران: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>