للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمنى كتاب الله أول ليله ... وآخره لاقى حمام المقادر

وإما معنى التمني أنهم يتمنون أن يكونوا يحفظونه ... الخ. (١)

وسيأتي أمثلة أخرى فيما يلي.

ومن مواضع تعرضه للبلاغيات وأفانين الكلام:

في قوله تعالى {ذلك الكتاب لا ريب فيه} (٢)، قال: أورد الزمخشري هنا سؤالاً قال: الإشارة بذلك للبعيد وهو هنا قريب؟ وأجاب بأن المراد البعد المعنوي ورد ابن عرفة سؤال الزمخشري فقال: السؤال غير وارد لأنه أجاب في غير هذا الموضوع في قوله تعالى {فذلكن الذي لمتنني فيه} (٣) وفي قوله تعالى {عوان بين ذلك} (٤) بأن الإشارة بلفظ البعيد للقريب على سبيل التعظيم، وهو معنى يذكرة البيانيون. وعبر عنه باسم الإشارة دون ضمير الغيبة تنبيها على أنه كالمحسوس المشار إليه، فهو دليل على عظمته في النفوس. (٥)

ومن معاني اسم الإشارة عند علماء البلاغة ماذكره ابن عرفة في تفسير قوله تعالى {أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم ...} (٦)، قال: قال أهل البيان اسم الإشارة يؤتى به للتحقير كهذه الآية، ومثله {بل فعله كبيرهم هذا} (٧)، وقوله:

تقول وصكت صدرها بيمينها ... أبعلي هذا بالرحى المتقاعس

يصف امرأة رأت بعلها يطحن وهو في جمع من النساء فاحتقرته. (٨)

ونوع آخر من أنواع المجاز يذكره ابن عرفة وهو مجاز التمثيل قال في قوله تعالى: {خطوات الشيطان} (٩): ليس المراد النهي عن اتباع خطواته حقيقة، إذ لانراه نحن بل الخطوات معنوية.

كما تعرض لأسلوب الالتفات في القرآن فقال في تفسير قوله تعالى: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق ... .} (١٠)، الإشارة إلى الآيات المتقدمة وعبر عن التلاوة الماضية بصيغة المستقبل للتصور والدوام وإما أن يكون {نتلوها} مستقبلا حقيقة، والإشارة إلى التقدم باعتبار لفظه فقط مثل: عندي درهم


(١) ق: ٢٢.
(٢) البقرة: ٢.
(٣) يوسف: ٣٢.
(٤) البقرة ٦٨.
(٥) ق: ٤.
(٦) المائدة: ٥٣.
(٧) الأنبياء: ٦٣.
(٨) ق: ٣٨.
(٩) البقرة: ٢٠٨.
(١٠) البقرة ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>