للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النص بالإجماع لأنه إنما يكون في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والإجماع إنما هو بعد وفاته. (١)

ومن مواضع إطنابه في بعض المسائل قوله:

ولقد اختلف الأصوليون في واضع اللغة على تسعة مذاهب ... فذكرها (٢)

عاشرا: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:

لقد أعجب ابن عرفة بعلم المنطق وألف فيه (المختصر في المنطق) وطبقة في دروسه الفقهية، واعتمده كذلك في تفسيره فكان يورد تعاريف المناطقة ومصطلحاتهم أحيانًا يستعين بها لبيان المعاني القرآنية، ومن ذلك:

في تفسيره لقوله عز وجل {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} (٣)، حيث تطرق إلى بيان التعبير بالنفي بحرف ليس. فقال: والنفي بليس لما يتوهم وقوعه، والإثم كان متوهما وقوعه في سفر الحج للتجارة، بخلاف النفي بلا حسبما ذكره المنطقيون في السالبة والمعدولة، مثل الحائط لايبصر وزيد ليس يبصر أو غير بصير. (٤)

ويفصل القول في إحدى قضايا المنطق، وهي قضية القياس الشرطي، فيبين علاقة اللزوم والمتابعة فيها، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ...} إلى قوله تعالى: {فإن حزب الله هم الغالبون} (٥). (٦)

كما تعرض ابن عرفة لبعض القضايا العلمية الطبيعية فاستدل ابن عرفة على كروية الأرض بقوله تعالى {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} (٧)، وبقوله تعالى: {فلا أقسم برب المشارق والمغارب} (٨)، حيث بين أن تعدد المشرق والمغرب، دليل على أن الأرض كروية لأن كل مغرب وضع لقوم وكل مشرق وضع لآخرين. (٩)

ورد على من ينكر كروية الأرض واعتبارها بسيطة، وهو مايستفاد من قوله تعالى {وهو الذي مد الأرض} (١٠)، فأوضح أن مد الأرض هو


(١) ق: ٢٨.
(٢) تفسير ابن عرفة ١/ ٢٤٠.
(٣) البقرة: ١٩٨.
(٤) ق: ٤٧.
(٥) المائدة: ٥٥ - ٥٦.
(٦) ق: ١١٩.
(٧) البقرة ١١٥.
(٨) المعارج ٤٠.
(٩) ق: ٢٩.
(١٠) الرعد: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>