للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسطها وأنها نظرًا لاتساعها وكبرها تبدو بسيطة في حين أنها كروية، وأتى برأي إقليدس. (١)

كما يؤكد على كروية الأرض في قوله تعالى {ولله مافي السموات وما في الأرض} (٢). ويذهب إلى أن السماء كروية أيضًا (٣) وهو مذهب المتأخرين واحتج بقوله تعالى {رفع السموات بغير عمد} (٤) إذ قال: مذهب الجمهور أنها

مرفوعة بغير عمد والضمير عائد على السموات والصحيح عندهم أنها كروية.

وفي قوله {الصراط المستقيم} (٥) قال: وصفه على هذا بالمستقيم لأن طريق الخير قسمان قريبة وبعيدة. فالمستقيم نص إقليدس على أنه أقرب خطين بين نقطتين فالخط المستقيم أقرب من المعوج فلذلك وصفه على هذا بالمستقيم. (٦)

وحول مغرب الشمس أشار إلى أن الشمس أكبر من الأرض وأن غروبها لايقع في الحقيقة في العين الحمئة الواردة في قوله تعالى {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة} (٧)، لأن الجرم الكبير لايغرب في الصغير فالمراد أن ذلك هو المحل الذي رآها منه حتى غربت ولا تغرب كل يوم فيه فإن لها مغارب ومشارق، مع أنها تغرب على قوم وتطلع على آخرين.

أما المواعظ والآداب فلم يكن لها في تفسير ابن عرفة حظ كبير بل تتضمنها بعض النقول التفسيرية التي نقلها المفسر وبعض تعليقاته.


(١) ق: ١٧٤.
(٢) البقرة: ٢٨٣.
(٣) ق: ٦٨.
(٤) الرعد: ٢.
(٥) الفاتحة: ٦.
(٦) تفسير ابن عرفة ١/ ١٠٢.
(٧) الكهف: ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>