للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ذكر هذين الموضعبن دليل على إهمال المصنف منهج التحقيق تماما في جانب السيرة فكلا الخبرين موضوع وهل كان بمكة لابتان؟؟ فما أسخف الوضاعين! وهل أسلم أبو بكر بعد أن فشا خبره - صلى الله عليه وسلم - في مكة؟ وهو أول من أسلم من الرجال فيما ثبتت به الأخبار الصحيحة المستفيضة.

كما ذكر طرفا من قصة غزوة بدر تحت قوله تعالى {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين} (١)

فقال: في هذه الآية قصص حسن محل استيعابه كتاب سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن هشام واختصاره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه ... الخ (٢)

وكذا ذكر بعضا من مشاهد السيرة تحت قوله {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} (٣) (٤)

[سابعا: موقفه من الإسرائيليات]

وقد نقد المصنف الإسرائيليات في عدة مواضع من تفسيره منها تعليقه على التفسير قوله تعالى: {ولقد فتنا سليمان} (٥). قال: "قد أكثروا في قصص هذه الآية بما لا يوقف على صحته" (٦) وتبنى نقد أبي بكر بن العربي في أحكامه ونقل نصه: "وقد قال ابن العربي في توهين هذا القول وتزييفه: وهذا القول ونحوه مذكور في ضعيف الحديث في الترمذي وغيره، وفي الإسرائيليات التي ليس لها أساس ثابت، ولا يعول عليها من له قلب". (٧)

إلا أن ذلك لا يعني أنه أهمل الإسرائيليات تماما بل إنه ذكر جملة منها ومن ذلك:

في قوله تعالى {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه} (٨)

قال: {ألم تر} (٩) تنبيه وهي رؤية القلب، والذي حاج إبراهيم هو نمروذ بن كنعان ملك زمانه وصاحب النار والبعوضة، قاله مجاهد وغيره. قال قتادة: هو أول من تجبر وهو صاحب الصرح ببابل قيل: إنه ملك الدنيا بأجمعها، وهو أحد الكافرين، والآخر بختنصر، وقيل: إن النمروذ الذي حاج إبراهيم هو نمروذ بن فالخ، وفي قصص هذه المحاجة روايتان إحداهما: ذكر زيد بن أسلم أن النمروذ قعد يأمر للناس بالميرة، فلما جاء قوم قال: من ربكم وإلهكم؟


(١) الأنفال: ٧.
(٢) الجواهر ٢/ ١١١.
(٣) التوبة: ٢٥.
(٤) الجواهر ٢/ ١٦٣.
(٥) ص: ٣٤.
(٦) الجواهر ٤/ ٣٩.
(٧) الجواهر ٢/ ٧٣.
(٨) البقرة: ٢٥٨.
(٩) البقرة: ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>