للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما تعرض للإعراب أحيانا (١).

ومن مواضع تعرضه للنكات البلاغية:

{كلا نمد هؤلاء} (٢) قال: قدم المفعول وهو {كلا} ردا على من يعتقد أن الله يمد بعضا دون بعض وفيه إيجاز بالحذف والأصل كلا الفريقين يعني فريق مريدي العاجلة ومريدي الآخرة (٣).

قوله {إنه كان للأوابين غفورا} (٤): وقد أكد الكلام بإن لتقوية الرجاء في المغفرة وجيء بلفظ كان لتفيد أن ذلك هو شأنه مع خلقه من سابق وهذا مما يقوي الرجاء فيه في اللاحق ... الخ (٥).

وقال {واخفض لهما جناح الذل} (٦) فشبه الولد في سعيه وحنوه وعطفه على والديه بالطائر في ذلك كله على فراخه وحذف المشبه به وأشير إليه بلازمه وهو خفض الجناح لأن الطائر هو ذو الجناح ... فيكون في الكلام استعارة بالكناية (٧).

كما تكلم عن سر توجيه الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله {لا تجعل مع الله إلها آخر} (٨)

وتكلم عن سر تنكير إحسانا في قوله {وبالوالدين إحسانا} (٩)

وتكلم عن إعجاز القرآن:

ومن ذلك كلامه عن الآيات من قوله: {لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا} (١٠) إلى قوله {لا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا} (١١) فقال: فهذه ثمان عشرة آية من سورة الإسراء قد أتت في إيجاز ووضوح على أصول الهداية الإسلامية كلها وأحاطت بأسباب السعادة في الدارين من جميع وجوهها ... ثم بين ذلك مفصلا (١٢).


(١) انظر ١٨٦.
(٢) الإسراء: ٢٠.
(٣) ص: ٨٠.
(٤) الإسراء: ٢٥.
(٥) ص: ١١٢.
(٦) الإسراء: ٢٤.
(٧) ص: ١٠١، وانظر أيضا ص: ١١٣، ١٢٥.
(٨) الإسراء: ٢٢، ص: ٨٩.
(٩) الإسراء: ٢٣، ص: ٩٦، وانظر أيضا ص: ٢٢٤.
(١٠) الإسراء: ٢٢.
(١١) الإسراء: ٣٩.
(١٢) ص: ٨٦، وانظر في معجزات القرآن أيضا ص: ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>