للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هداية آية {الشهر الحرام بالشهر الحرام} (١) يقول: نسخ القتال في الشهر الحرام بدليل قتال الرسول - صلى الله عليه وسلم - هوازن وثقيف في شوال وأول القعدة وهما من الأشهر الحرم (٢)

كما أنه يتعرض للقضايا الأصولية تارة في الكتاب مثل تفصيله في قضية النسخ تحت قوله تعالى {ما ننسخ من آية} (٣) فقال: يخبرنا تعالى رادا على الطاعنين في تشريعه الحكيم الذين قالوا: إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا، أنه تعالى ما ينسخ من آية تحمل حكما شاقا على المسلمين إلى حكم أخف كنسخ الثبوت لعشرة في قتال الكافرين إلى اثنين، أو حكما خفيفا إلى شاق زيادة في الأجر كنسخ يوم عاشوراء بصيام رمضان، أو حكما خفيفا إلى حكم خفيف مثله كنسخ القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، أو حكما إلى غير حكم آخر كنسخ صدقة من أراد أن يناجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن الحكم رفع ولم يشرع حكم آخر بدلا عنه، أو نسخ الآية بإزالتها من التلاوة ويبقى حكمها كآية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله فقد نسخ اللفظ من التلاوة وبقي الحكم، أو بنسخ الآية وحكمها وهذا معنى قوله: أو ننسها وهي قراءة نافع، فقد ثبت أن قرآنا نزل وقرأه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعض أصحابه ثم نسخه الله تعالى لفظا ومعنى فمحاه من القلوب بالمرة فلم يقدر على قراءته أحد، وهذا مظهر من مظاهر القدرة الإلهية (٤).

وتارة في الحاشية مثل قوله عن تفسير {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} (٥) في

الآية دليل على بطلان التقليد وهو قبول قول الغير بلا دليل وفي الآية أن من ادعى شيئا نفيا أو إثباتا يطالب بالدليل وإلا بطلت دعواه (٦)

وقوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} (٧) في هذه الآية دليل على صحة الإجماع ووجوب الحكم به لعدالة الأمة بشهادة ربها فإذا اجتمعت على أمر وجب الحكم به وفي أي عصر من العصور إلى قيام الساعة. (٨)

وفي قوله: {وإذا قيل لهم اتبعوا} (٩) استدل بهذه الآية على


(١) البقرة: ١٩٤.
(٢) ١/ ٩٦.
(٣) البقرة: ١٠٦.
(٤) ١/ ٩٦.
(٥) البقرة: ١١١.
(٦) ١/ ٩٩.
(٧) البقرة: ١٤٣.
(٨) ١/ ١٢٥.
(٩) البقرة: ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>