للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاحدين لقول الله {وماكانوا بآياتنا يجحدون}، أي: إنهم جميعا لم يكونوا جاحدين أكذبه الوجود أن أهل الجحد والإنكار من أهل النار. قال الله: {وماكانوا بآياتنا يجحدون}، فانقطعت قصة أهل الجنة وأهل النار هاهنا. (١)

وهذا تحريف واضح فإن "ما" هنا مصدرية وليست نافية.

وقال أيضا: وقال بعضهم: الآية جامعة محتملة لفسق الشرك والنفاق، يقول: {والله لا يهدي القوم الفاسقين} (٢) أي لا يكونون بالفسق مهتدين عند الله، من فاسق مشرك أو منافق؛ وهو فسق فوق فسق، وفسق دون فسق. (٣).

ويقول: وفي هذه الآية دليل على أهل الفراق أن هؤلاء الذين وعدوا بالعذاب ممن ناداهم الله بالإيمان، وسماهم بما قبلهم من خصال الإيمان كلما قيل المؤمنون فقال: {إلا تنفروا} (٤) أنتم الذين نودوا بالإيمان وسموا به، {يعذبكم عذابا أليما} (٥) فلا يجوز لواصف أن يصف الله أنه يعذبهم إن لم ينفروا كما استنفرهم وهم مؤمنون (٦)

قوله: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} (٧) أي: إلا ما سبقهم به الذين دخلوا قبلهم. وذكر هاهنا ما افترت الفرقة الشاكة من أن قومًا يدخلون النار، ثم يخرجون منها بالشفاعة؛ فإن هذا موضعه وموضع الرد عليهم. (٨)

ومن المواضع التي سلك فيها مسلك التأويل قوله {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله} (٩) يوم القيامة {في ظلل من الغمام والملائكة} أي وتأتيهم الملائكة {وقضي الأمر} يعني الموت {وإلى الله ترجع الأمور} يعني عواقبها. قال بعض المفسرين {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله} أي بأمره {في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر} أي الموت.

ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن (١٠):

يقول: {صراط الذين أنعمت عليهم} (١١) يعني بالإسلام. قال


(١) ٢/ ٢٢.
(٢) التوبة: ٨٠.
(٣) ٢/ ١٢١.
(٤) التوبة: ٣٩.
(٥) الفتح: ١٦.
(٦) ٢/ ١٣٢.
(٧) هود: ١٠٨.
(٨) ٢/ ٢٥٠.
(٩) البقرة: ٢١٠.
(١٠) وانظر أيضا في تفسير القرآن بالقرآن ٢/ ٥، ٦.
(١١) الفاتحة: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>