للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحصري (١): "ونقل صاحب "نهاية القول المفيد" (٢) عن العلامة مُلا علي القارئ (٣) أنه علل منع دخول الروم والإشمام في هذه الهاء بقوله: "لأن المراد من الروم والإشمام بيان حركة الحرف الموقوف عليه حالة الوصل، ولم يكن على الهاء حركة في الوصل حتى يصح بيانُها والإشارة إليها إذ هي مبدلة من التاء، والتاء معدومة من الوقف، أما ما رُسم بالتاء في المصاحف فإن الرَّوم والإشمام يدخلان فيه؛ لأنها تاء محضة، وهي التي كانت في الوصل". انتهى.

فائدة (٤):

إذا كان آخر الكلمة ساكنًا بحسب الأصل، ثم عرضت له الحركة في الوصل تخلصًا من التقاء الساكنين، نحو: قم، من {قم الليل}، وأنذر، من {وأنذر الناس}، ورجت، من {رُجّت الأرض}، واشتروا، من {اشتروا الحياة}، وعصوا، من {وعصوا الرسول}، ويكن، من {لم يكن الذين كفروا}، وأنتم، من {وأنتمُ الأعلون}، ولهم، من {الذين قال لهم الناس}.

فالميم من (قم)، والراء من (وأنذر)، والتاء من (رُجَّت)، والواو من (اشتروا، وعصوا)، والنون من (يكن)، والميم من (وأنتم) و (لهم)، أقول: إن هذه الحروف وأمثالها سواكن بحسب الأصل، ولكن لما وقع بعدها ساكن - ولا يجمع بين ساكنين - تحركت تَخَلُّصًا من التقاء الساكنين.

ولا يوقف على هذه الحروف إلا بالسكون المحض، ويمتنع فيها عند الوقف الروم والإشمام؛ لأن الأصل فيها السكون، والتحريك في الوصل إنما كان لعلةٍ، وقد زالت في الوقف، والإشمام والروم لا يدخلان السواكن.


(١) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٢٤٥.
(٢) ص: ٢٢٠، ٢٢١.
(٣) المنح الفكرية، ص: ٨٠.
(٤) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٢٤٥ - ٢٤٧.

<<  <   >  >>