للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المستعيلة سبع حصرتها هذه الكلمات الثلاثة، وهي: الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء، وهي حروف التفخيم على الصحيح.

قوله: (سبع علو) أي سبع أحرف كما تقدم من جواز تأنيث الحروف وتذكيرها، وإنما ذكر عددها لئلا يتوهم دخول حصر فيها.

قوله: (حَصَرْ) أي حصرها هذا اللفظ من هذه الكلمات، ومعناها أقم في القيظ خص ضغط: أي أدنى ضغط: أي ضيق.

(وَصَادُ ضَادٌ طَاءُ ظَاءٌ) مُطْبَقَهْ ... وَ (فِرَّ مِنْ لُبِّ) الحُرُوفِ المُذْلَقَهْ

يعني هذه الأربعة أحرف هي الحروف المطبقة وهي ضد الحروف المنفتحة، سميت لأنه انطبق على مخرجها من اللسان ما حاذاه من الحنك وذلك غاية القوة.

وقوله: (وفر من لب) الأصل: (من لبٍ) بالتنوين فحذف الساكن تخفيفًا، وهو خبر مقدم والحروف مبتدأ والمذلقة صفة. ومعنى اللب: العقل، أي هرب من عقله حيث لم يطق الجور، إذ الفرار مما لا يطاق من سنن المرسلين، اللهم نجنا من القوم الظالمين. والمذلقة: أي المتطرفة وهي ستة يجمعها الكلمات الثلاث، وهي: الفاء والراء والميم والنون واللام والباء. قيل لها مذلقة لتطرفها؛ لأن ثلاثة منها من طرف اللسان وثلاثة من طرف الشفتين، وضدها المصمتة؛ وسميت بذلك لثقلها وامتناع الكلام بها، فلا توجد كلمة من كلام العرب رباعية فما فوقها بناؤها من الحروف المصمتة، وندر عسجد وعسطوس، وقيل: إنهما غير أصليين في كلام العرب بل ملحقان فيه، ولسهولة هذه الحروف وخفتها على اللسان لا يخلو منها الكلام إلا ما ندر فلذلك ينطق بها بسهولة بلا تكلف.

صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَايٌ سِينُ ... قَلْقَلَةٌ (قُطْبُ جَدٍّ) وَاللِّينُ

لما فرغ من صفات ما ذكر لها وضده أخذ في صفات أخرى لأحرف مخصوصة لم يذكر لها ضدًا، منها حروف الصفير وهي الثلاثة المذكورة،

<<  <   >  >>