للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جفاني، وأنْ أُكثرَ من قولِ: (لا حولَ ولا قوة إلا بالله)، وأنْ أتكلمَ بمُرِّ الحق، وأنْ لا تأْخذَني بالله لومةُ لائم، وأنْ لا أسألَ الناسَ شيئاً".

رواه أحمد والطبراني من رواية الشعبي عن أبي ذر. ولم يسمع منه (١).

٨١٢ - (٢٢) [صحيح] وعن حكيم بن حِزام رضي الله عنه قال:

سألتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال:

"يا حَكيم! هذا المالُ خَضِرٌ حُلْو (٢)، فمن أخذه بسخاوة نفسٍ بورك له فيه، ومن أخذه بإشرافِ نفسٍ لم يباركْ فيه، وكان كالذي يأْكلُ ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى".

قال حكيمٌ: فقلت: يا رسولَ الله! والذي بعثك بالحق لا أرزأُ أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا.

فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً ليعطيَه العطاءَ، فيأبى أنْ يقبلَ منه شيئاً، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبله، فقال: يا معشر المسلمين! أُشهِدُكم على حكيمٍ أنّي أعرضُ عليه حقَّه الذي قسم الله


(١) قلت: لم يروه أحمد من هذا الوجه، وإنما رواه من وجهين آخرين عن أبي ذر، أحدهما صحيح. انظر "الصحيحة" (٢١٦٦).
(٢) كذا الأصل، وهو كذلك في رواية البخاري في "الوصايا"، وفي أخرى له في "الزكاة" وغيره: "خضرة حلوة"، وهي رواية مسلم (٣/ ٩٤)، وليس عنده: "قال حكيم: فقلت. . " إلخ.
وهذا القدر يختلف سياقه قليلاً عن سياقه في البخاري. قال الحافظ:
"قوله: (خضرة حلوة): شبهه بالرغبة فيه والميل إليه وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضراء المستلذة؛ فإن الأخضر مرغوب فيه على انفراده بالنسبة لليابس، والحلو مرغوب فيه على انفراده بالنسبة للحامض، فالإعجاب بهما إذا اجتمعا أشد".

<<  <  ج: ص:  >  >>