للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - (الترهيب من إفطار شيء من رمضان من غير عذر).

١٠٠٥ - (١) [صحيح] وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:

"بينا أنا نائم أتاني رجلان، فأخذ بضَبْعَيَّ، فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا: اصعد، فقلت: إنِّي لا أُطيقه، فقال: إنا سنسهله لك، فصعدت، حتى إذا كنت في سواء الجبلِ إذا بأصواتٍ شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عُواء أهل النار.

ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً. قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تَحِلة صومهم" الحديث.

رواه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما". (١)

وقوله: "قبل تَحلة صومهم" معناه: يفطرون قبل وقت الإفطار. (٢)

(قال الحافظ):

"وتقدمت أحاديث تدل لهذا الباب في "ترك الصلاة" [٥/ ٤٠] وغيره".


(١) قلت: تعجب الحافظ الناجي من المؤلف حيث لم يعزه للنسائي، فقد أخرجه في "الكبرى" له، وليس في "الصغرى" كما يوهمه صنيع النابلسي في "الذخائر" (٣/ ١٣٥)، فإنَّه عزاه للنسائي، ونص في المقدمة أنه لا يخرج له إلا من "سننه الصغرى"! والحديث أخرجه الحاكم أيضاً (١/ ٤٣٠ و ٢/ ٢٠٩)، وصححه، ووافقه الذهبي.
(٢) أي: قبل غروب الشمس، وليس قبل الأذان كما يظن بعض الجهلة، ولذلك فهم ينقمون من الذين يستعجلون بالإفطار عند غروب الشمس مخالفة للشيعة، واتباعاً للسنة الصحيحة كما يأتي في الباب (١٦)، ويلزمونهم بالتأخر حتى الأذان الذي قد يتأخر في بعض البلاد نحو عشر دقائق، لأنهم يؤذنون على التقويم الفلكي، وليس على الرؤية البصرية، وهذا يختلف من إقليم إلى آخر، ومن بلدة إلى أخرى، بل ومن منطقة إلى أخرى في البلد الواحد كما هو مشاهد وقد سمعنا الأذان في بعض البلاد والشمس لما تغرب! فاعتبروا يا أولى الأبصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>