للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طويلًا، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد (١).

ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال (٢): «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله»، قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت؟ فقال: «إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودًا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار، فلم أر كاليوم منظرًا قط، ورأيت أكثر أهلها النساء»، قالوا: لم يا رسول الله؟! قال: «لكفرهن»، قبل: أيكفرن بالله؟ قال: «ويكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط» (٣).

٣ - وحدثني عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن يهودية جاءت تسألها، فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيعذب الناس في قبورهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائذًا بالله من ذلك، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة مركبًا، فخسفت الشمس (٤)، فرجع ضحى، فمر بين ظهراني الحجر، ثم قام يصلي، وقام الناس وراءه، فقام قيامًا طويلًا، ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع فقام قيامًا طويلًا،


(١) وهذا هو الصحيح: ركعتان بركوعين، وهو أحسن ما ورد في هذا.

وجاء ثلاث ركوعات، وجاء أربع، وجاء خمس.
(٢) الخطبة بعد صلاة الكسوف سنة مؤكدة، ولو كان الإمام قاعدًا في مكانه حين يسلم، إن قام وخطب قائمًا لا بأس، وإن ترك لا بأس.
(٣) هذا هو الغالب على طبيعة النساء.
(٤) والمعروف الكسوف واحد: حين مات إبراهيم.

<<  <   >  >>