للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خرج عمر وجلس على المنبر وأذن المؤذنون (١). قال ثعلبة: جلسنا نتحدث، فإذا سكت المؤذنون (٢) وقام عمر يخطب أنصتنا فلم يتكلم منا أحد.

قال ابن شهاب: «فخروج الإمام يقطع الصلاة، وكلامه يقطع الكلام».

٨ - وحدثني عن مالك، عن أبي النضر (مولى عمر بن عبيد الله)، عن مالك بن أبي عامر: أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان يقول في خطبته -قل ما يدع ذلك إذا خطب-: إذا قام الإمام يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا؛ فإن للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للمنصت السامع، فإذا قامت الصلاة فاعدلوا الصفوف وحاذوا بالمناكب؛ فإن اعتدال الصفوف من تمام الصلاة، ثم لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف فيخبرونه أن قد استوت فيكبر (٣).

٩ - وحدثني عن مالك، عن نافع: أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - رأى رجلين يتحدثان والإمام يخطب يوم الجمعة فحصبهما: أن اصمتا (٤).

١٠ - وحدثني عن مالك، أنه بلغه: أن رجلًا عطس يوم الجمعة والإمام يخطب، فشمته إنسان إلى جنبه، فسأل عن ذلك سعيد بن المسيب، فنهاه عن ذلك، وقال: «لا تعد» (٥).


(١) المعروف: أنه مؤذن واحد، وقد يكون تسامح. يراجع: التمهيد.
(٢) ووقع في رواية أبي مصعب، ومحمد بن الحسن بلفظ: (المؤذن). انظر: الاستذكار.
وسئل الشيخ -رحمة الله تعالى-: عن الاستياك عند الخطبة؟
فقال: لا؛ نوع عبث.
(٣) هذه عناية عظيمة منه - رضي الله عنه -، والذي لا يسمع ينصت.
(٤) هذا يدل على تسكيت المتكلم بالإشارة.
(٥) نعم؛ لأن الواجب الإنصات.
- وإن سلم عليه هو في الخطبة رد إشارة.

<<  <   >  >>