للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ظلمتُ إياي؛ أي: وضعت المعاصي التي هي سبب العقوبة موضعَ الطاعات التي هي سبب النجاةِ والفوزِ بالنعيم المقيم؛ لما تقدَّم من أن الظلم: وضعُ الشيء في غير موضعه، واللَّه أعلم.

الثالث: قوله: (ولا يغفر الذنوب إلا أنت): المغفرةُ، والغَفْر، والغُفران (١) معناها: السَّتْر والتغطية، غفرتُ المتاعَ: إذا جعلته في الوعاء (٢)، ومنه سمي المِغْفَرُ مِغْفَرًا؛ لتغطيتِهِ الرأسَ، وسترِه إياهُ، ويُقَالُ: اغفر ثوبَكَ، فهو أسترُ للوسخ.

ونقل ابن الجوزي عن بعض أهل اللغة: أن (٣) المَغْفِرَة مأخوذة (٤) من الغفر، وهو نبتٌ تُداوى (٥) به الجراحُ، إذا ذُرَّ عليها، دملَها وأبرأها، وهو غريب.

يقال: استغفرَ اللَّهَ لذنبه، ومن ذنبِه، بمعنى (٦)، فغفر له ذنبَه مغفرةً، وغَفْرًا، وغُفرانًا، واغتفر ذنبه مثلُه (٧)، فهو غَفور، والجمع غُفُر، ومنه قوله: [الرمل]


(١) في "ت": "والمغفرا".
(٢) في "ت": "في المتاع وهو الوعاء".
(٣) "أن" ليس في "خ".
(٤) في "ت": "المَغْفِرَ مأخوذ".
(٥) في "ت": "يُدَاوَى".
(٦) "بمعنى" ليس في "ق".
(٧) "مثله" ليس في "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>