للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللحم، وفي الهدايا كثرتُه، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "بَدَنَة، ثم بَقَرَة" يحتج به (١) عطاءٌ في أن البُدْنَ لا تكون إِلَّا من الإبل وحدَها، ومالكٌ يرى البقرَ من البُدْن.

وفائدة هذا فيمن نذرَ بدنة، ويكون ببلد لا يوجد فيه (٢) إِلَّا البقر (٣)، وذلك عند عدم الإبل، أو قصر النفقة (٤).

تنبيه: ظاهرُ هذا الحديث أو نصُّه، يقتضي أن هذا التقريب المذكور لا يحصل إِلا لمن اغتسل، ثم راح؛ لتصديره -عليه الصلاة والسلام- الشرطَ به، وهو كلمة (مَنْ)، وعطف الرواح عليه، بثُمَّ المرتِّبَة، نعم، من راح في الساعة الأولى -مثلًا- من غير اغتسال، كان له فضلٌ على من (٥) راحَ بعدَه، ولكن لا يحصل له أجرُ التقريبِ المذكورِ المشروطِ بالاغتسال، فمن ادَّعى عدمَ اعتباره، فعليه الدليل.

الثالث: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "كأنما قَرَّبَ دجاجة" و"كأنما قرب بيضةً"، وفي الرواية الأخرى في كتاب "مسلم": "أَهْدَى دَجَاجَةً (٦)، وَأَهْدَى بَيْضَةً"، وليس هذان مما يطلق عليهما اسمُ هَدْي،


(١) في "ت": "فيه".
(٢) في "ت": "في بلد لا يكون فيها".
(٣) في "ق": "لا توجد فيه البقر".
(٤) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٣/ ٢٤٠).
(٥) في "خ": "فضل من".
(٦) (و"كأنما قرب بيضة"، وفي الرواية الأخرى في كتاب "مسلم": "أهدى =

<<  <  ج: ص:  >  >>