للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه: حُسْنُ الاقتداء، وشدةُ المتابعة، وإن لم يعلم (١) العلَّة، ومثلُه ما تقدم (٢) من إدارة ابنِ عمرَ راحلَته في مكانٍ أدارَ فيه -عليه الصلاة والسلام- راحلَتَه، ولم يذكر مُسْتَنَدًا في ذلك سوى الاقتداء حين سُئل عن ذلك، هذا وإن كان قد علم في الجملة أن تقبيلَ الحجرِ الأسودِ إكرامٌ له، وإعظامٌ لحقه، وتبرُّكٌ به.

وقد قيل: إن اللَّه عز وجل لما أَخَذَ على بني آدمَ الميثاقَ وهُمْ كالذَّرِّ في صُلْب آدمَ -عليه الصلاة والسلام-، كتبَ ذلكَ في رَقٍّ، ثم دعا هذا الحجرَ، فألقمَه إياه، فهو يشهدُ (٣) لمن وافاهُ إلى يومِ القيامةِ.

قال الخطابي: وقد فَضَّلَ اللَّهُ بعضَ الأحجارِ على بعضٍ؛ كما فَضَّلَ بعضَ البِقَاعِ (٤) والبلدانِ، وكما فَضَّلَ بعضَ الليالي والأيامِ والشهورِ، وبابُ هذا كله التسليمُ، وهو أمرٌ سَائِغٌ (٥) في العقول، جائزٌ فيها غيرُ ممتنع ولا مستَنْكَر، وقد رُوي في بعض الأحاديث: "إِنَّ الحَجَرَ الأَسْوَدَ يَمِينُ اللَّهِ في الأَرْضِ" (٦)، فالمعنى: أَنَّ مَنْ صافَحَه في الأرض، كان


= اللثام" للسفاريني (٤/ ٢٤١)، و"سبل السلام" للصنعاني (٢/ ٢٠٥)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٥/ ١١٣).
(١) في "ت" و"ز": "تعلم".
(٢) في "ز": "يقدم".
(٣) في "ز": "يشفع".
(٤) في "ت" زيادة: "على بعض".
(٥) في "ز": "شائع".
(٦) رواه ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن" (ص: ١٤٧)، والأزرقي في "أخبار مكة" (١/ ٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>