كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام

* الشرح:

أصلُ المَطْل في اللغة: المَدُّ، تقول العرب: مَطَلْتُ الحديدةَ: إذا ضربتُها ومَدَدْتُها (١)، فمعنى مَطَلَهُ بحقِّه: مَدَّ له في الأَجَل زيادةً على ما اتفقا عليه بشرطٍ أو عادة، وهو -أيضًا-: اللِّيَانُ، قال الشاعر: [الرجز]

قَدْ كُنْتُ دَايَنْتُ بِهَا حَسَّانًا ... مَخَافَةَ الإِفْلَاسِ واللِّيَانَا (٢)

والمرادُ بالغني هنا: القادرُ على وفاء الدين، والظلم: وضعُ الشيء في غير موضعه.

ع (٣): وقول -عليه الصلاة والسلام-: "مطلُ الغنيِّ ظلمٌ" فيه فوائد:

أحدها: أنه لا تجوزُ (٤) الإحالةُ إلا مِنْ دينٍ حَلَّ؛ لأن المطلَ والظلَم إنما يصحُّ فيما حلَّ، لا فيما لم يحلَّ.

وفيه: حجةٌ على أنه لا يكون ظالمًا إلا إذا كان غنيًا، وأن تسميته

= و"عمدة القاري" للعيني (١٢/ ١١١)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٤/ ١٤٤)، و"كشف اللثام" للسفاريني (٥/ ١٥)، و"سبل السلام" للصنعاني (٣/ ٦١)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٥/ ٣٥٥).
(١) انظر: "الصحاح" للجوهري (٥/ ١٨١٩)، (مادة: مطل).
(٢) البيت لرؤبة؛ كما أنشده سيبويه في "الكتاب" (١/ ١٩١).
(٣) "ع" ساقط من "ز".
(٤) في "ت": "يجوز".