للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الشرح:

فيه: تغليظُ أمرِ الدماء، وعظيم (١) مفسدتها؛ فإن البداءةَ بها مشعرةٌ بذلك؛ إذ (٢) إنما يُبدأُ بالأهمِّ فالأهم، أي (٣) المهمَّ المقدَّم؛ فإن الذنوب تعظُم بعِظَم (٤) مفسدتها، وأيُّ مفسدةٍ بعدَ الكفرِ باللَّه -تعالى- أعظمُ من هدمِ هذه البنيةِ الإنسانيةِ التي خلقَها اللَّه -تعالى- في أحسنِ تقويم، وأسجدَ لها ملائكَتَه، وخلقَ الحادثاتِ كلَّها من أجلِها؟!

فإن قلت: قد (٥) جاء في حديث السنن: "أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ صَلَاتُهُ" (٦) فما طريقُ الجمع بين الحديثين؟

قلت: قد جُمعَ بينهُما: بأنْ يكون حديثُ الصلاة محمولًا على ما بينَ العبد وربِّه عز وجل، وحديثُ الدماء فيما بينَ العبادِ (٧)، واللَّه أعلم.

* * *


(١) في "ت": "وعظم".
(٢) في "ت": "و" مكان "إذ".
(٣) في "خ": "أن".
(٤) في "ت": "لعظم".
(٥) في "ت": "فقد".
(٦) تقدم تخريجه عند النسائي برقم (٣٩٩١).
(٧) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٤٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>