للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والثاني: أن يقول (١): واللَّه لتفعلنَّ كذا، ونحو ذلك (٢)، سواء في هذا الإثباتُ والنفي، وهو مندوبٌ في الوجهين أن يبرّ قَسَمه، لكنه (٣) يتأكد في الثاني؛ لوجوب الكفارة عليه دون الأول، وذلك إضرار به، هذا كلُّه مع عدم (٤) المعارِض الشرعي، فإن وُجد معارضٌ، عمل بمقتضاه؛ كما ثبت أن أبا بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- لما عبّر الرؤيا بحضرة النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا"، فقال: أقسْمتُ عليك يا رسول اللَّه! لتخبرني (٥)، فقال: "لا تُقْسِمْ" (٦)، ولم يخبرْه.

السادس: قوله: "ونصْرِ المظلوم": والنصرةُ: العونُ، والظُلْمُ: وضْعُ الشيء في غير موضعه المختصِّ به؛ إما بنقصان، أو زيادة، أو بعدولٍ عن وقته ومكانِه (٧)، ولهذا يقال: ظلمتُ البعيرَ: إذا نحرتُه من غير داءٍ، والمظلومُ: اللبنُ المشروب قبل أن يبلغَ الرّوْب (٨).


(١) في "ت": "تقول".
(٢) "ونحو ذلك" ليس في "ت".
(٣) في "ت": "لكن".
(٤) "عدم" ليس في "ت".
(٥) في "ت": "إلَّا ما بينت" مكان "لتخبرني".
(٦) رواه البخاري (٦٦٣٩)، كتاب: التعبير، باب: من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب، ومسلم (٢٢٦٩)، كتاب: الرؤيا، باب: في تأويل الرؤيا، من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-.
(٧) انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: ٥٣٧). وانظر: "شرح الإلمام" لابن دقيق (٢/ ٢٦).
(٨) انظر: "الصحاح" للجوهري (٥/ ١٩٧٨)، (مادة: ظلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>