للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بل يحصل هذا الثواب بكلِّ غدوةٍ وَروْحةٍ في طريقه إلى العدوّ، وكذا غُدُوُّه ورواحه في موضع القتال؛ لأن الجميع يسمَّى غدوةً وروحةً في سبيل اللَّه.

وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "خيرٌ من الدنيا وما عليها" معناه -واللَّه أعلم-: إن فَضْلَ الغدْوة والروحة وثوابَهما خيرٌ من نعيمِ الدنيا كلها لو (١) مُلكت، و (٢) تُصُوِّر النعيمُ بها كلها؛ لزوال النّعيم بالدنيا، وبقاء نعيم الآخرة (٣)، لاسيما ولا نسبةَ بين النعيمين (٤)، ولو لم يكن من نعيم الآخرة إلا النظرُ إلى وجهه تعالى، لكان كافيًا، نسأل اللَّه العظيم ربَّ العرش العظيم أن لا يحرمَنا خيرَ ما عندَه بشرّ (٥) ما عندَنا آمين.

وهذا بابُ تشبيه الغَيْب بالمحسوس المشاهَدِ (٦)، ومثلُه من وجهٍ قولُه تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} [النور: ٣٥] الآيةَ، واللَّه أعلم.

* * *


(١) في "ت": "أو".
(٢) في "ت": "أو".
(٣) انظر: "شرح مسلم" للنووي (١٣/ ٢٦).
(٤) في "ت": "النعمتين".
(٥) في "خ": "الشر"
(٦) "المشاهد" ليس في "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>