للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من طريق يحيى بن أبى كثير ومحمد بن عبد الرحمن وعمران بن بشير وبكير والد مخرمة أربعتهم عن سالم قال: دخلت على عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم توفى سعد بن أبى وقاص فدخل عبد الرحمن بن أبى بكر فتوضأ عندها فقالت: يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ويل للأعقاب من النار" وهذا السياق لمسلم طريق بكير ولم يقع اختلاف في السياق الإسنادى على أحد من الأربعة إلا يحيى فإنه قد وقع عليه اختلاف. فساقه عنه كما تقدم جمهور أصحابه وثقاتهم منهم شيبان بن عبد الرحمن وحسين المعلم وحرب بن ضداد وعلى بن المبارك والأوزاعى وعقيل بن خالد خالفهم عكرمة حيث قال: عنه عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن سالم به فزاد في السند أبا سلمة وهو المنفرد بذلك لذا يقول الطبراني حين خرجه من طريقه: "لم يدخل في إسناد هذا الحديث بين يحيى بن أبى كثير وبين سالم مولى المهرى وهو مولى النصريين أبا سلمة بن عبد الرحمن إلا عكرمة بن عمار، ولا عن عكرمة إلا عمر بن يونس تفرد به أبو عبيد". اهـ.

وقد أصاب الطبراني في تفرد عكرمة بهذه الزيادة وكذا ما حكم به من التفرد في الآخذ عنه وهو عمر بن يونس ولم يصب في حكمه على تفرد أبى عبيد القاسم بن سلام الآخذ عن عمر إذ توبع فقد تابعه عدة عن عمر منهم محمد بن حاتم وأبو معن الرقاشى عند مسلم ومحمد بن المثنى كما عند ابن جرير في التفسير والبيهقي وأبو بكرة بكار بن قتيبة عند الطحاوى ومما يقوى توجه الخطأ في الزيادة المذكورة إلى عكرمة أمران أو ثلاثة: اضطرابه في حديثه عن يحيى، ومخالفة من هو أوثق منه كما تقدم. ما حكاه ابن أبى حاتم في العلل ١/ ٦٨ عن أبى زرعة بالوهم في هذه الزيادة وتصحيحه لرواية من لم يزدها وسبقه إلى هذا أيضًا البخاري في التاريخ حيث ساق رواية عكرمة وعقب ذلك بقوله: "ولا يصح". اهـ. إلا أنه وقع فيه أبو سالم مولى المهرى والظاهر أن كلمة (أبو) زيدت في الكتاب وممن حكم على عكرمة أيضًا بالوهم الخطيب في الموضح ١/ ٢٩٣ حيث قال: بعد سياقه لرواية عكرمة عن يحيى بإدخال أبى سلمة بينه وبين سالم ما نصه "كذا رواه عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبى غير وهو وهم والصواب عن يحيى عن سالم نفسه لا وجه لإدخال أبى سلمة في الإسناد". اهـ.

وثم اختلاف إسنادى آخر في رواية يحيى غير هذا ذكره ابن أبى حاتم في العلل ١/ ٥٨

<<  <  ج: ص:  >  >>