للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين".

وقد اختلفوا في إسناده ومن أي مسند هو كل ذلك على عوف.

فساقه عنه كما تقدم ابن المبارك والثورى والقطان وهشيم ومحمد بن جعفر وأبو أسامة واسماعيل بن إبراهيم بن مقسم وهوذة بن خليفة.

خالفهم جعفر بن سليمان الضبعى إذ جعله من مسند ابن عباس عن الفضل أخيه كما في الأوسط للطبراني وقد عقب الطبراني ذلك بقوله: "لم يذكر أحد ممن روى هذا الحديث عن عوف عن زياد عن أبى العالية عن الفضل إلا جعفر تفرد به عبد الرزاق، ورواه الناس عن عوف عن زياد عن أبى العالية عن ابن عباس" اهـ فبان من هذا أن الوهم على عوف وذلك كائن إما من جعفر أو عبد الرزاق إلا أن في مسند أحمد أبان القطان أحد رواته عن عوف أن الشك من عوف نفسه إذ قال: "قال يحيى لا يدرى عوف عبد الله أو الفضل". اهـ. ورجح الحافظ في النكت الظراف أن ابن عباس هنا هو الفضل لا عبد الله واستدل على ذلك بأن عبد الله كان تقدم مع الضعفة إلى منى وانظر ٤/ ٣٨٧. وفيما قاله من الجزم نظر، إذ أنه حمل ما ورد في الإسناد من قول أبى العالية. "عن ابن عباس رفعه" أنه الفضل غير سديد وإن كان الحديث الصواب أنه من مسنده وإن كان صنيع الطبراني في الكبير يدل على ما قاله الحافظ. وما قرره في الأوسط يدل أن غالب الرواة جعلوه من مسند عبد الله وهذا مما يدل على أن الخلاف قديم والا لو حمل أن المراد به الفضل مطلقًا

فينه على ذلك يلزم نفى الخلاف الذى قرره الطبراني في الأوسط.

خالف جميع من تقدم حماد بن سلمة إذ قال عن عوف عن زياد عن أبى العالية أو أبى العلانية كما في علل ابن أبى حاتم ١/ ٢٧٦ وقد حكم أبو زرعة وأبو حاتم على حماد بالوهم.

وصواب القول: أن ابن عباس أرسله وسيأتى في الحديث الآتى تصريحه في أنه لم يسمعه إلا من أخيه الفضل وانظر الصحابة لابن أبى عاصم.

* وأما رواية أبى معبد عنه:

ففي أحمد ١/ ٢١٩ والطحاوى ٣/ ٢٣٠ وأبى الشيخ فيما يرويه أبو الزبير عن غير جابر ص ١٨٢ والبيهقي ٥/ ١١٥ وأبى بكر الشافعى في الغيلانيات ص ١٦٩:

من طريق ابن عيينة عن أبى الزبير ولم يذكر زيادًا عن أبى معبد عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ارفعوا عن محسر وعليكم بحصى الخذف". والسياق للطحاوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>