للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جرير فيمكن الإجابة عنها بأن من جعله من مسند ميمونة هو شريك وإسرائيل ولا شك أن الثورى أقوى منهما كما تقدم كلام يعقوب بن شيبة وغيره وممكن أن يكون أرسله كما وقع في رواية الثورى عن سماك فيكون مرسل صحابي وهو مقبول باتفاق إلا من شذ فهذه علة غير قادحة وأما الجواب عن الثانية أن من أرسله كما تقدم. عن سماك فيعارض برواية من وصله وهو أحفظ وممن روى عنه صورة الإرسال هو شعبة وحماد بن سلمة علمًا بأنهما قد روى عنهما أيضًا رواية الوصل كما تقدم عن شعبة وأما حماد فرواية الوصل عنه في الطبراني ولم يصب من عزا إليه سورة الإرسال فحسب كما قال أبو عبيد في المصدر السابق حيث روى ذلك وقال عقبه هكذا حديث حماد عن سماك عن عكرمة مرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان سفيان بن سعيد يرويه عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان شريك يحدثه على ما ذكرناه عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. اهـ.

كما أنه أيضًا قصر من جعله من مسند ميمونة على شريك وتقدم من تابعه مع أن الثورى أيضًا في بعض الطرق تومئ روايته بأن الحديث من مسند بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقدم توجيه ذلك.

تنبيه:

زعم ابن حبان في صحيحه أن أبا الأحوص انفرد بزيادة لفظة ذكر "الجفنة" من بين من رواه عن سماك ولم يصب في ذلك فقد زادها أيضًا شريك القاضى. ويزيد بن عطاء وإسرائيل، وقع الأول عند ابن شاهين وغيره، والثانى عند الدارمي، والثالث عند ابن جرير.

١٦١ - وأما حديث عائشة:

فرواه أبو يعلى ٤/ ٣٨٧ والبزار كما في زوائده للهيثمى ١/ ١٣٢والطبراني في الأوسط ٢/ ٣١ وابن جرير في التهذيب ٢/ ٢١٢:

كلهم من طريق شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الماء لا ينجسه شىء" قال الطبراني عقبه ما نصه: (لم يرو هذا الحديث عن المقدام إلا شريك). اهـ.

والحديث فيه علتان تفرد شريك كما تقدم والمخالفة له فقد رواه ابن أبى شيبة في

<<  <  ج: ص:  >  >>