للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث لا لأجل ما استدركه موسى بن هارون بل لأجل قصة الغلول وهى سليمة من أي اعتراض، وفي الواقع أن استدراك أبي مسعود غير بين لما قاله موسى بن هارون إذ أن موسى إنما اعترض على ذلك اللفظ ولم يعترض على شأن الغلول فيبقى كلام موسى بن هارون على ما هو عليه. وقال الحافظ في النكت الظراف ما نصه: "وذكر الحافظ أبو عبد اللَّه بن مندة أن محمد بن إسحاق رواه عن ثور بلفظ وهو عن أبي هريرة قال: انصرفنا مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - إلى وادى القرى عشية فنزل وغلام يحط رحله. الحديث فلعل الوهم الذى في قوله: "خرجنا إلى خيبر" من غير ثور بن زيد وفيما قاله الحافظ نظر لأنا لو سلطنا الوهم على غير ثور فمن سيكون الواهم إذًا أما مالك فالبعد في حقه أحق علمًا بأن الحافظ قد ذكر أن مالكًا لم ينفرد به عن ثور بل تابعه الدراوردى عند مسلم وإن حملنا الوهم على من بعد مالك فالبعد أيضًا قائم وإن اختلف الرواة في هذه اللفظة على مالك فقد رواها عن مالك إسماعيل بن أبي أويس في البخاري ورواية إسماعيل في الصحيح منتقاة. وابن وهب عند مسلم وأحمد بن أبي بكر عند ابن حبان. والقعنبى عند أبي عوانة وأبي داود. خالفهم أبو إسحاق الفزارى إذ رواها عن مالك به بلفظ: "افتتحنا خيبر" انما هذه اللفظة أيضًا منتقدة بأن أبا هريرة لم يشارك في الفتح بل حضر خيبر بعد الفتح. وهذه اللفظة تبعد من الفزارى أو مالك فممكن الحمل على ثور. وقد روى الحديث عن مالك محمد بن سلمة والحارث بن مسكين عند النسائي بدونها بلفظ كنا مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يوم خيبر" الحديث فهذه اللفظ أبعد في النقد من تلك. . فإن قيل هذه اللفظة قد وقع فيها اختلاف على ثور فرواية مالك والدراوردى عن ثور جاءت بلفظ "خرجنا إلى خيبر" ورواية ابن إسحاق كما عند الحاكم بلفظ: "انصرفنا مع رسول اللَّه عن خيبر إلى وادى القرى ومعه غلام" الحديث فرواية ابن إسحاق سليمة من أي اعتراض فيكون الخطأ كما تقدم عن ابن حجر ممن بعد ثور ويحمله مالك والدراوردى. ويعزز ذلك أيضًا أن ابن إسحاق قد رواه عن غير ثور بدونها كما عند ابن حبان وابن أبي شيبة من طريق يزيد بن خصيفة عن سالم مولى ابن مطيع عن أبي هريرة قال: "أهدى رفاعة لرسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - غلامًا فخرج به معه إلى خيبر فأتى الغلام سهم" الحديث فهذه متابعة تامة من يزيد لثورى والراوى عن يزيد، ابن إسحاق. قلنا ممكن ذلك لو سلم تقديم ابن إسحاق على مالك والدراوردى. وفي ذلك بعد فالحمل أن ثورًا كان يقول حينًا "خرجنا" فحمله عنه مالك ورواها للقعنبى ومن تابعه وحينًا يقول: "كنا مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - يوم خيبر" فحملها أيضا مالك ورواها للحارث فمن تابعه وحينًا "افتتحنا خيبر" فحملها عنه الفزارى أولى من غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>