للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من طريق يحيى بن سعيد أخبرنى ابن أنس أنه سمع جابر بن عبد الله قال: "كان جذع يقوم إليه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده عليه".

وقد اختلف في إسناده على يحيى بن سعيد فرواه عنه محمد بن جعفر كما تقدم، تابعه سليمان بن بلال كما عند ابن سعد وسويد بن سعيد عند البيهقي في الدلائل. خالفه سليمان بن كثير فرواه عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن جابر، ورواه أيضًا عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جابر كما خرج الوجهين عنه الدارمي وقد ضعف أبو حاتم وأبو زرعة رواية سليمان. فقد قال أبو حاتم كما في العلل ١/ ١٩٧ و ١٩٩ ما نصه بعد أن ذكر له ولده روايتى سليمان السابقتين "جميعًا عندى خطأ، أما حديث الزهري فإنه يروى عن الزهري عمن سمع جابرًا عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ولا يسمى ولو كان سمع من سعيد لبادر إلى تسميته ولم يكن عنه. وأما حديث يحيى بن سعيد فإنما هو ما يرويه عامة الثقات عن يحيى عن حفص بن عبيد الله عن أنس عن جابر عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو الصحيح " اهـ. وقد خالف سليمان بن كثير معمر بن راشد فرواه عن الزهري عمن سمع جابر بن عبد الله كما عند عبد الرزاق كما تابع معمرًا أيضًا صالح بن كيسان عند ابن سعد وهما في الطبقة الأولى من أصحابه.

تنبيه: زعم الطبراني في الأوسط أن سليمان بن كثير تفرد بالرواية عن الزهري وهو محجوج برواية معمر عنه إلا إن أراد الطبراني أن سليمان بن كثير تفرد عن الزهري بذكر شيخه وهو سعيد فذاك.

* وأما رواية أبى الزبير عنه:

ففي مسند أحمد ٣/ ٢٩٥ و ٣٢٤ والنسائي في الكبرى ١/ ٥٣٠ والصغرى ٣/ ١٠٢ وعبد الرزاق ٣/ ١٨٦ والبيهقي في الدلائل ٢/ ٢٦١.

من طريق ابن جريج أن أبا الزبير أخبره: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سوارى المسجد فلما صنع له المنبر فاستوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد حتى نزل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتنقها فسكنت" والسياق للنسائي.

والحديث على شرط مسلم، وقد روى أبو الزبير عن جابر قصة سليك الغطفانى

<<  <  ج: ص:  >  >>