للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسّواك مذكّر على الصّحيح، وحكى في الحكم تأنيثه، وأنكر ذلك الأزهريّ

قوله: (عند كلّ صلاة) وللبخاري " مع كل صلاة " لَم أرها (١) أيضاً في شيء من روايات الموطّأ , إلاَّ عن معن بن عيسى , لكن بلفظ " عند كلّ صلاة " وكذا النّسائيّ عن قتيبة عن مالك، وكذا رواه مسلم من طريق ابن عيينة عن أبي الزّناد، وخالفه سعيد بن أبي هلال عن الأعرج فقال " مع الوضوء " بدل الصّلاة. أخرجه أحمد من طريقه.

قال القاضي البيضاويّ (٢): " لولا " كلمة تدلّ على انتفاء الشّيء


(١) أي: أن رواة الموطأ اقتصروا على رواية الحديث (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك) فقط.
وأورده البخاري في كتاب التمني برقم (٦٨١٣) عن يحيى بن بكير عن الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن عن أبي هريرة بهذا اللفظ المختصر.
قال الشارح (١٣/ ٢٨١): هكذا ذكره مختصرا من رواية جعفر بن ربيعة - وهو المصري -عن عبد الرحمن وهو الأعرج , ونسبه الإسماعيلي في رواية شعيب بن الليث عن أبيه. ولم يزد على ما هناك. فدلَّ على أن هذا القدر هو الذي وقع في هذه الطريق.
وقد أورده المزي في " الأطراف " فزاد فيه " عند كل صلاة " ولم أر هذه الزيادة في هذه الطريق عند أحد ممن أخرجها , وإنما ثبتت عند البخاري في رواية مالك عن أبي الزناد عن الأعرج. أورده في كتاب الجمعة , ونسبه المزي إلى الصلاة بغير قيد الجمعة , وهو مما يتعقب عليه أيضاً , وعنده فيه مع بدل عند , وثبت عند مسلم بلفظ عند من رواية سفيان بن عيينة عن أبي الزناد. انتهى.
(٢) عبد الله بن عمر بن محمد. الإمام العالم العلامة المحقق شيخ الإسلام ناصر الدين أبو الخير الشيرازي الشافعي. قاضي شيراز. صاحب التفسير المسمى بـ " أنوار التنزيل " الذي اشتهر وبَهَرَ , وتلقاه الناس بالقبول. وشرح المصابيح. وغيرها. توفي سنة ٦٨٥. أو سنة ٦٩١ هـ. ديوان الإسلام للذهبي (١/ ٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>