للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ووقع في " أسباب الواحديّ " بغير إسناد , أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر النّاس وخوّفهم، فاجتمع عشرة من الصّحابة - وهم أبو بكر وعمر وعليّ وابن مسعود وأبو ذرّ وسالم مولى أبي حذيفة والمقداد وسلمان وعبد الله بن عمرو بن العاص ومعقل بن مقرّن - في بيت عثمان بن مظعون، فاتّفقوا على أن يصوموا النّهار ويقوموا الليل , ولا يناموا على الفرش , ولا يأكلوا اللحم , ولا يقربوا النّساء ويجبّوا مذاكيرهم ".

فإن كان هذا محفوظاً. احتمل أن يكون الرّهط الثّلاثة هم الذين باشروا السّؤال , فنسب ذلك إليهم بخصوصهم تارة , ونسب تارة للجميع لاشتراكهم في طلبه.

ويؤيّد أنّهم كانوا أكثر من ثلاثة في الجملة , ما روى مسلم من طريق سعيد بن هشام , أنّه قدم المدينة، فأراد أن يبيع عقاره فيجعله في سبيل الله، ويجاهد الرّوم حتّى يموت، فلقي ناساً بالمدينة فنهوه عن ذلك، وأخبروه أنّ رهطاً ستّة أرادوا ذلك في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهاهم، فلمّا حدّثوه ذلك راجع امرأته , وكان قد طلَّقها. يعني بسبب ذلك.

لكن في عدّ عبد الله بن عمرو معهم نظرٌ، لأنّ عثمان بن مظعون مات قبل أن يهاجر عبد الله فيما أحسب. (١)


(١) هاجر عبد الله بن عمرو بعد سنة سبع. كما قال الذهبي في السير. أمَّا عثمان فقد توفي سنة اثنين أو ثلاث من الهجرة. كما سيأتي في كلام الشارح. انظر ص ٣٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>