للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجهر به عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وللبخاري " يا أبا بكر ألا تنهى هذه عمّا تجهر به عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فوالله ما يزيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التّبسّم ".

وفيه ما كان الصّحابة عليه من سلوك الأدب بحضرة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - , وإنكارهم على من خالف ذلك بفعله أو قوله. لقول خالد بن سعيد لأبي بكر الصّدّيق وهو جالس: ألا تنهى هذه؟.

وإنّما قال خالد ذلك , لأنّه كان خارج الحجرة، فاحتمل عنده أن يكون هناك ما يمنعه من مباشرة نهيها بنفسه، فأمر به أبا بكر لكونه كان جالساً عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مشاهداً لصورة الحال، ولذلك لَمَّا رأى أبو بكر النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يتبسّم عند مقالتها لَم يزجرها.

وتبسّمه - صلى الله عليه وسلم - كان تعجّباً منها، إمّا لتصريحها بما يستحي النّساء من التّصريح به غالباً، وإمّا لضعف عقل النّساء لكون الحامل لها على ذلك شدّة بغضها في الزّوج الثّاني ومحبّتها في الرّجوع إلى الزّوج الأوّل، ويستفاد منه جواز وقوع ذلك.

تنبيهٌ: وقع في جميع الطّرق من قول خالد بن سعيد لأبي بكر: ألا تنهى هذه عمّا تجهر به؟ أي: ترفع به صوتها.

وذكره الدّاوديّ بلفظ " تهجر " بتقديم التّاء على الجيم، والهجر بضمّ الهاء الفحش من القول، والمعنى هنا عليه، لكنّ الثّابت في الرّوايات ما ذكرته، وذكر عياض أنّه وقع كذلك في غير الصّحيح.

واستدل بكلام خالد هذا لجواز الشّهادة على الصّوت، والغرض

<<  <  ج: ص:  >  >>