للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختمرت، واختمارها تغيّر رائحتها.

وقيل: سُمّيت بذلك لمخامرتها العقل.

نعم. جزم ابن سيده في " المحكم " بأنّ الخمر حقيقة إنّما هي للعنب، وغيرها من المسكرات يسمّى خمراً مجازاً.

وقال صاحب " الفائق " في حديث " إيّاكم والغبيراء فإنّها خمر العالم " (١): هي نبيذ الحبشة متّخذة من الذّرة سُمِّيت الغبيراء لِمَا فيها من الغبرة. وقوله: " خمر العالم ". أي: هي مثل خمر العالم , لا فرق بينها وبينها.

قلت: وليس تأويله هذا بأولى من تأويل مَن قال: أراد أنّها معظم خمر العالم.

وقال صاحب " الهداية " من الحنفيّة: الخمر عندنا ما اعتصر من ماء العنب إذا اشتدّ، وهو المعروف عند أهل اللّغة وأهل العلم.

قال: وقيل: هو اسم لكل مسكر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: كلّ مسكر خمر. (٢) , وقوله: الخمر من هاتين الشّجرتين. ولأنّه من مخامرة العقل وذلك موجود في كلّ مسكر.


(١) أخرجه الإمام أحمد في " المسند " (١٥٤٨١) وابن أبي شيبة في " المصنف " (٨/ ١٩٨) من طريق يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة عن قيس بن سعد بن عبادة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن ربي حرم عليَّ الخمر والكوبة والقنين، وإياكم والغُبيراء، فإنها ثلث خمر العالم.
وسنده ضعيف لضعف عبيد الله بن زحر , والانقطاع بين بكر بن سوادة وقيس بن سعد - رضي الله عنه -
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه (٢٠٠٣) عن ابن عمر - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>