للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١ - اشتمال كل منهما على دلائل الألوهية.

٢ - أنه ذكر في السورة السالفة دلائل التوحيد، وهو الأصل الأول، ثم ذكر المعاد، وهو الأصل الثاني، وهنا ذكر الأصل الثالث وهو النبوة.

٣ - أن هذه السورة شرحت مفاتيح الغيب، التي ذكرت في خاتمة ما قبلها، فقوله:

{ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} شرح لقوله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}. وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} شرح لقوله: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} وقوله: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} تفصيل لقوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} وقوله: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} إيضاح لقوله: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} وقوله: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} إلخ شرح لقوله: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.

الناسخ والمنسوخ منها: قال ابن حزم: سورة السجدة جميع (١) آياتها محكمة غير آخرها، وهو قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (٣٠)} (٣٠) الآية. نسخت بآية السيف.

فضلها: ومن فضائلها ما أخرجه (٢) مسلم وأصحاب "السنن" من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بـ {الم (١) تَنْزِيلُ} السجدة {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}. وأخرجه البخاري وغيره أيضًا من حديثه، وأخرج أبو عبيد في فضائله، وأحمد وعبد بن حميد والدارمي والترمذي والنسائي والحاكم، وصححه، وابن مردويه عن جابر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينام حتى يقرأ: {الم (١) تَنْزِيلُ} السجدة، و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}.

وأخرج أبو نصر والطبراني والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس يرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلى أربع ركعات خلف العشاء الأخيرة، قرأ في


(١) ابن حزم.
(٢) الشوكاني.